لم تتغير أجواء وعادات رمضان أوعيد الفطر بل ازداد تشبث الناس بها ، وأصبحت مظاهر الاحتفال تسود غالبية الشوارع و الأحياء الشعبية منها والراقية ، ومن الظواهر الجديدة التي أضحت تقترن بعيد الفطر الاحتفال بالأطفال الصغار، ولجوء بعض الشباب إلى كراء محلات تزين بعدة الأعراس الخاصة «ببرزة العروس والعريس» مع توفير مجموعة من القطع التقليدية لإلباسها للصغار والصغيرات ، إضافة إلى الماكياج وإكسسوارات العروس وكلها خاصة بالأطفال.. إضافة إلى استعانة هذه المحلات بفارس صحبة جواده لكي يصور معه الأطفال الذكور.. وفي زيارة لمحل تديره مجموعة من البنات اللواتي يقمن بتزيين الأطفال،سألناهن إن كن يمارسن هذه الحرفة على مدار السنة فكان الجواب لا.. وقالت شابة كانت تقوم بإلباس الصغيرات،هذه السنة الثانية التي نقوم فيها باستئجار هذا المحل والاحتفال بالصغار يبدأ عادة من ليلة السابع والعشرين من رمضان ، حيث يكون الإقبال كبيرا ويزداد مع ليالي عيد الفطر،والأمهات أصبحن حريصات على هذه العادة ، خاصة أن هذه المحلات توفر مجموعة من الأزياء التقليدية المتنوعة الخاصة بالجنسين ،إضافة إلى الماكياج واخذ الصور التي تبقى ذكرى لمرحلة عزيزة في حياة كل طفل أو طفلة ..وهذه الأشياء غير متوفرة في المنازل ..إضافة إلى النظام والأجواء الاحتفالية التي تسود المحل وتقنيات التصوير وعن ثمن الصورة الواحدة قالت: 30درهما ... وفي سؤال وجهناه لهن إن كن في الأصل «نكافات»أجابت شابة كانت تضع الماكياج للصغيرات بأنهن قررن أن يفتحن محلا خاصا بهن لتجهيز العرائس وان لا يبقى عملهن مقتصرا على رمضان فقط .. نفس الشيء تقوم به أمينة و اثنتان من صديقاتها وقد وجدن في هذا العمل، فكرة لمشروع يدر عليهن بعض الدخل فإضافة إلى المحل يقمن بجولة في بعض رياض الأطفال التي تدأب هي الأخرى على إقامة ما يسمى بحفل الحناء وذلك احتفالا بليلة السابع والعشرين من رمضان ، وتستعين أمينة بسيارة أخيها لنقل ما يلزم من ديكورات الاحتفال، وأيضا الملابس التقليدية المغربية التي أضفن إليها اللباس الخليجي خاصة للأطفال الذكور..كما يقمن بالتصوير في الحفلات وأيضا تجهيز العرائس خلال السنة ..وتقول أمينة :نكون سعيدات أكثر بالاشتغال مع الأطفال..ورؤية الابتسامة على وجوههم البريئة التي تصبح أكثر جمالا مع الأزياء التقليدية..وهذه الاحتفالات تزيد الأعياد الدينية ترسيخا في ذاكرة ووجدان الأجيال الصاعدة .... وأكدت إحدى الأمهات التي كانت تصحب ابنتها إلى محل خاص بتزيين الصغيرات، ان هذه المحلات جاءت لتعزيز الكثير من العادات الخاصة برمضان وعيد الفطر،فهي تحتفي بالصغار وتدخل البهجة على قلوبهم خاصة وان المشتغلات فيها محترفات ويتوفرن على أزياء تقليدية خاصة بالصغيرات، وهو ما يعطي الأم فرصة للاختيار سواء من ناحية الشكل او نوع القماش والألوان إضافة إلى الإكسسوارات و»المرتبة « التي يجلس عليها العرسان .. وفي تدخل لسيدة كبيرة في السن قالت ما نراه من أجواء احتفالية في رمضان أو العيد يجعلنا نطمئن على عاداتنا المغربية الراسخة.. وأيضا يجعل الصغار يحبون هذه الأعياد الدينية ويتذكرونها ،إضافة إلى انفتاحهم على الأزياء التقليدية التي تبقى فاخرة وفخمة .. ومن الظواهر التي تضفي على أجواء العيد المزيد من الحميمية هو إقبال الناس على التسوق سواء في الأسواق الشعبية أو القديمة وحتى المتاجر الكبرى..وامتلاء الحوانيت والمحلات بكل أنواع الحلويات والمملحات والفطائر التقليدية التي يعشقها المغاربة مع الشاي أو مع المشروبات الباردة.. وتدأب العائلات المغربية في الأيام الأخيرة من رمضان خاصة النساء على تهييء ما يلزم العيد من حلويات وفطائر إضافة إلى الاعتناء بالبيت ،وشراء بعض الهدايا للعائلة خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن، ومن العادات المغربية التزيي بأجمل الملابس يوم العيد وزيارة الأقارب والتواصل مع الأرحام ..وزيارة القبور للترحم على من رحل من الاحبة...