جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    "التقدم والاشتراكية" يحذر الحكومة من "الغلاء الفاحش" وتزايد البطالة    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جامعة الفروسية تحتفي بأبرز فرسان وخيول سنة 2024    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    جرسيف .. نجاح كبير للنسخة الرابعة للألعاب الوطنية للمجندين    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    روسيا تمنع دخول شحنة طماطم مغربية بسبب "أمراض فيروسية خطيرة"    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    قضايا المغرب الكبير وأفريقيا: المغرب بين البناء والتقدم.. والجزائر حبيسة سياسات عدائية عقيمة    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    تثمينا لروح اتفاق الصخيرات الذي رعته المملكة قبل تسع سنوات    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحضير الأرواح حقيقة واقعة أم وهم وخيال؟
روح عبد الحليم حافظ داخل جسد كاظم الساهر وروح أم كلثوم لا تجد لها جسدا ملائما
نشر في المساء يوم 17 - 09 - 2009

كلنا سمعنا عن تحضير الأرواح، تلك الظاهرة التي تتجدد بين الحين والحين على يد روحاني أو مدع أو دجال .ويختلف الناس في طريقة تعاملهم مع هذه الظاهرة. ففي الوقت الذي يفضل فيه الكثيرون تجاهل الموضوع برمته يلجأ الناس إلى حضور تلك الجلسات بدافع الفضول ليخرجوا منها كما دخلوها فلا إجابات عقلية أو علمية لعلامات الاستفهام التي تلد بعضها بعضا عند مشاهدتهم لطقوس تحضير الأرواح لغرابتها وغرابة الأجواء المرافقة لها وعدم التمكن من الحصول على أدلة ملموسة لقدراتهم المزعومة، هذه الظاهرة وجدت، وسط الظروف الاستثنائية التي تعصف بالعراق، أرضا خصبة لتنمو وتترعرع لاسيما بوجود أناس يدعون إمكانية معرفة المستقبل تلك الكلمة التي تؤرق كل من على أرض بلاد الرافدين مواطنين وساسة.
العثور على من يدعي تحضير الأرواح وإقناعه بالموافقة على إجراء مقابلة صحفية يتطلب قدرة كبيرة لرسم لوحات وردية تقنع الروحاني بأن هذه المقابلة ربما ستفتح له أبواب الشهرة والمال والسفر, لاسيما وأن القاسم المشترك لأغلب مشاهير هذه الظاهرة في العراق هو صداقتهم الوثيقة مع الفقر، وبعد عملية بحث مضنية قابلنا فيها أفاقين وكذابين ودجالين رست سفينة البحث في ميناء الروحاني أبو أسد الذي يؤكد أن لكل شيء ثمن وثمن قدراته الكبيرة على تحضير الأرواح هو حالة الفقر التي يعيشها، كما أن دراسته لهذا العلم تأخذ منه الوقت الكثير ما بين القراءة والتجارب العلمية التي تثبت تلك القراءات، وهو يؤكد أن المال سيأتي يوما ما، بعد أن يتمكن من استكمال دراسته العجيبة في تحضير الأرواح على حد وصفه....
موافقة أبو أسد, على إجراء لقاء صحفي معه كانت مصحوبة بسيل من الشروط، أهمها عدم ذكر اسمه الكامل أو محل سكنه وعدم إظهار وجهه في التصوير ونقل ما سنشاهده بأمانة ومصداقية. وافقنا على الشروط واتفقنا على أن يكون مساء يوم الخميس موعدا لحضور جلسة تحضير الأرواح المزعومة في دار أبو أسد.
الجسد الملائم
قبل غروب الشمس كنت واقفا في الباحة الأمامية لدار أبو أسد وما هي إلا لحظات حتى اصطحبني مضيفي إلى غرفة شبه مظلمة وشبه خالية, جلس أبو أسد في زاوية من الغرفة بينما جلست أنا في الجهة المقابلة إليه ولكسر جدار الصمت بادرته قائلا:
> متى نبدأ العمل؟
لقد بدأنا والأرواح من حولك ترحب بك.
> ولكن هل بإمكانك أن تعطيني أدلة وبراهين أكثر وضوحا فليس من المنطقي أن أكتب للناس أني جلست مع الأرواح بدون أن أراها أو أسمع صوتها أو حتى أشعر بوجودها.
لا تستعجل ربما ستحصل على أكثر من هذا.
> ما طبيعة الأرواح التي ستحضرها هل هي لأناس عاديين أم لمشاهير؟
مثلما ترغب على شرط أن يكون صاحب الروح قد فارق الحياة ولديه عمل لم ينجزه بعد.
> هل بإمكانك التوضيح أكثر؟
يمكنني تحضير كل روح مات صاحبها لكن ما زالت لديه مهمة غير منتهية على الأرض مما جعل روحه تبقى هائمة في أرجاء المعمورة وبإمكاننا إحضارها والتحاور معها.
> قاعدة غريبة لكن على أية حال لنبدأ مع المشاهير فتمييز أصواتهم وأشكالهم أسهل بالنسبة إلي في حالة وجودهم فعلا.
يبتسم قائلا تحاول أن تستفز قدراتي سأريك ما لا تتوقعه لكن عليك أن تستعد ذهنيا وتتحكم بأعصابك (يبدو أن أبو أسد يحاول أن يهيئ مدارك عقلي لتقبل قاعدته الغريبة، ولا أنكر أن الأجواء التي كانت تحيط بالغرفة لها تأثير لا يمكن تجاهله) استجمعت شجاعتي للعودة إلى صلب الموضوع سائلا إياه:
> ما رأيك باستحضار روح عبد الحليم حافظ مثلا فهو مطرب معروف وهناك الملايين من عشاق فنه؟
وأين تتوقع أن تكون روح المرحوم عبد الحليم حافظ.
> لا أعرف لكن المنطق يقول إن الرجل قد فارق الحياة؟
نعم هو فارق الحياة جسدا لكن روحه مازالت في جسد إنسان آخر فبعض مشاهير الفن والغناء المخلصين في فنهم أرواحهم متعلقة بالأرض لذا فإن أرواحهم تدخل أجساد أناس آخرين فمثلا ترى أن طريقة كاظم الساهر في الغناء واختيار الكلمات تشبه إلى حد كبير طريقة عبد الحليم حافظ لذا فإن روح عبد الحليم في جسد الساهر.
> لست خبيرا في مجال الفن والفنانين، وبينما أنا في دوامة الأفكار أخذ أبو أسد يعقب.
نعم سيدي إن روح عبد الحليم حافظ في جسد كاظم الساهر وسيموت الساهر بنفس الطريقة التي مات بها عبد الحليم بل وإنه يعيش نفس الظروف العاطفية التي سبق وعاشها عبد الحليم، والأيام ستثبت لك صحة كلامي. وهناك أرواح لفنانين كبار لا تجد جسدا يلائمها كما هو الحال وروح كوكب الشرق أم كلثوم، والموضوع يشمل السياسيين أيضا فهناك أرواح تبقى هائمة في محاولة لتغيير مواقف كانت تعتقد بها في حياتها وهي تحاول أن تغيرها بعد موتها وهناك من يبقى للانتقام أو الثأر.
> هل هناك أمثلة على ذلك من باب تقريب الفكرة؟
هل تعلم أن روح هتلر لا زالت تبحث عن أحفاد من خانوه وتنتقم منهم؟!! وأن روح الرئيس الراحل ياسر عرفات دعمت حماس في الانتخابات التشريعية.
> لنترك السياسة لأهلها لماذا لم تجد أم كلثوم جسدا ملائما لها وما طبيعة الجسد الذي تبحث عنه؟ (أحاول هنا أن أكتشف ما إذا كان الرجل دجالا لاسيما وأن بيته يعج يوميا بعشرات الباحثين عن أجوبة لما يؤرقهم)
صوت أم كلثوم يحتاج إلى جسد فنان يؤمن بما كانت تؤمن به كوكب الشرق ومن الصعب العثور على جسد ملائم في زمن روبي ونانسي والكلام هنا لمحضر الأرواح.
نوران
> لكن هل من دليل على ما تقول ?
سأريك الدليل طبعا وفي صوته نبرة تحد واضحة.
في هذه الأثناء ينادي ابنته وتدعى نوران تبلغ من العمر عشر سنوات (عرفت ذلك فيما بعد) ومن عتمة الغرفة دخلت الفتاة وهي تحمل في يدها إناء مسطحا (صينية باللهجة العراقية) واضعة إياها بجوار الشيخ وبنظرة خاطفة تفحصت محتوياتها الغريبة مستفسرا.
> ما هذه المواد وما فائدتها ولماذا تستخدم من دون غيرها؟
المواد هي أرز وملح وسكر وبيض وريش أبيض وسكين ورصاصة بندقية غير مستخدمة وبخور وشموع وفوائدها تساعد الأرواح على الحضور. فالبخور والشموع لجلب أرواح الفنانين والبارود والسكين لجلب أرواح السياسيين والبيض والريش مسكونة بالأرواح والملح والسكر والأرز وليمة لمن يحضر من الأرواح. أما سؤالك عن سبب اختيار هذه العناصر دون غيرها فهناك أسرار لن أكشفها ولو أعطيتني كنوز الأرض فقد استغرقت مني وقتا كبيرا لإتقان توظيفها في عملية تحضير الأرواح وعليك أن تأخذ جانب الصمت وتراقب وتدون وكما اتفقنا بمصداقية, فهززت رأسي علامة على الموافقة (طبعا تجاهل ذكر كتاب قديم كان يقرأ منه بين الفينة والأخرى, هنا قام بلف الفتاة بقطعة قماش أبيض وهو يردد كلمات بلغة لا أفقهها وشيئا فشيئا بدأت الطفلة ترتجف وتصرخ (كنت أتمنى لو استطعت نقل صراخها على الورق ) ومن ثم هدأ الصوت وأخذت تتنفس بعمق وأخرجت وجهها كمن يجلس في جو بارد أو لعل هذه المسكينة مجبرة على ممارسة الخوف إرضاء لتجارب والدها، هنا لابد من الإشارة إلى أن اهتزاز الطفلة حقيقي وغير مصطنع ولا يمكن لفتاة تملك جسدا هزيلا كنوران أن تجيد تمثيل الدور بذلك العنف الذي شاهدته أما صراخها فتتفطر له القلوب رغم أن والدها ومن خلال نبرة صوته كان ينتعش كلما صرخت أعلى وأعنف وهذا جزء مما حدث بين الوالد وابنته.
(في هذه الأثناء آثرت أن أراقب وألا أسأل)
أبو أسد: يدمدم بلغة غريبة (نفس اللغة التي كان يرددها سابقا)
نوران: أجابت بنفس اللغة التي كان يرددها والدها (وقد تغير صوتها متخذا صوت رجل أجهش فيه بحة غريبة)
أبو أسد: سألتهم عن صحتهم فأجابوا أنهم بخير سألوني عنكم فقلت لهم ضيوف، وعاد يدمدم بنفس اللغة ثم التفت إلينا صارخا من منكم لا يؤمن بالأرواح فليغير رأيه بالحال وأخذ يردد انزعوا الشك من صدوركم لأن الأرواح (زعلانة) واستمر يحاور الفتاة بنفس اللغة ولابد من الإشارة إلى أن صوت الفتاة تغير مرتين متخذا في المرة الثانية صوت امرأة مسنة يخطف صوتها الأمان من القلوب وبينما يتجاذب الأب والبنت الحديث بتلك اللغة الغريبة كنا نحن مثل الطرشان وسط عرس شعبي وما أن فرغ حتى بادرت
> ما هي اللغة التي كنت تتكلم بها مع ابنتك أو مع الأرواح من خلال ابنتك كما تدعي؟
لغة قديمة أو بالأحرى منقرضة وهي لغة الماورائيات ولا يتكلم بها من هم على قيد الحياة باستثناء من يقوم بتحضير الأرواح.
> ما طبيعة الحوار الذي كان قبل قليل وفي أي شأن؟
سلام عادي لأن المعلومات لا تمنحها الأرواح مجانا.
> وما حاجة الأرواح إلى النقود؟
يجب أن تعلم أننا لا نسأل الأرواح في كل شيء لأنه كلما كان السؤال صعبا ومحددا كلما كان الثمن أكبر.
> وكيف تقبض الأرواح ثمنا؟
ترشدنا الأرواح إلى الكيفية التي تصرف بها النقود.
> ما مواصفات الوسيط الروحي؟
أن يكون مؤمنا بالأرواح ولا يكذب في وصف ما يراه.
> لماذا يلجأ الناس إلى حضور جلسات تحضير الأرواح باعتقادك؟
البعض يريد معرفة المستقبل أو السؤال عن تفاصيل شيء حدث في الماضي ونوران تساعدهم على ذلك لأن لديها قدرة عجيبة على رؤية الأرواح.
> كم تتقاضى ممن يحضر جلسة تحضير أرواح؟
حسب ما يريد أن يعرفه من المعلومات
> هل بإمكاننا أن نتكلم مع نوران؟
لا طبعا أريدها أن تبقى فتاة نقية ومؤمنة بالأرواح وأسئلتك ستؤثر على نقاوة تفكيرها!!
> هل يزورك بعض الساسة العراقيين؟
بدأ يتبجح بترديد أسماء وزراء ومسؤولين لو صح كلامه فإن العراق لن تقوم له قائمة بعد مليار سنة ضوئية
انتهى حواري مع أبو أسد وأما نوران فلها الله فهي فتاة مسكينة تخضع لإرادة أب قاس وأعتقد أن غرفة تحضير الأرواح ما هي إلا مصيدة تستخدم لكنس
الأموال.
رأي الدين
يقول الباحث العراقي عمر الكبيسي أستاذ العلوم الإسلامية حول موضوع تحضير الأرواح: الذي لا نستطيع أن ننكره، أن هناك أشياء خفية تحضر في جلسات التحضير رآها الكثيرون رأي العين مثل تحرك السلال والكؤوس والطاولات، وفي بعض الحالات المتطورة فإن الأقلام تكتب وتجيب، أحيانا بالخطأ وأحيانا بالصواب وإنكار هذا مكابرة في نظر من شاهدوا تلك الظاهرة، وهرب من مواجهة المشكلة بما يزيد الإشكال والذي نعتقده كذلك نحن المؤمنين بالأديان أن في الكون قوى غير منظورة وعوالم كثيرة غير محسوسة ويضيف الكبيسي: أرواح الموتى بحسب أغلب الأديان باقية بعد الموت، وأنها لا تفنى بفناء الجسد، وأنها تنعم أو تعذب، وأن القرآن أخبرنا عن الشهداء، إنهم: (أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله) آل عمران:169. وهذا طبعا بالنسبة إلى أرواحهم أما أجسادهم فقد تكون عظاما نخرة أو ترابا مبعثرا وقد أخبر النبي أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه.(رواه مسلم من حديث أنس) وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقولون: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن اللاحقون) (رواه مسلم من حديث عائشة) وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى بدر من المشركين فألقوا في قليب -بئر- ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: (يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا، فقال له عمر: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال: والذي بعثني بالحق، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جوابا) فإذا كانت هذه الأرواح لا تستطيع مجاوبة النبي الكريم وهو أعمق البشر حاسة روحية، وأوصل الناس بعوالم الغيب، فكيف بغيره من بني الإنسان؟ لم يبق بعد هذا إلا أن تكون هذه القوى الخفية من عالم الجن والشياطين، وفي العقيدة الإسلامية متسع لمثل هذا، فوجود الجن والشياطين حقيقة مقررة، ومع كل إنسان قرينه من الشياطين كما معه قرينه من الملائكة. وفي الحديث (ما من أحد إلا وله شيطان) (رواه مسلم) وفي القرآن: (قال قرينه: ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد) وما يصدق أحيانًا من بعض ما تخبر به تلك الأرواح ليس غيبًا حقيقيًا، بل هو غيب نسبي مما يعرفه بعض الناس عن بعض، ويعرفه قرناء الإنسان من الجن والإنس. وما أقل ما يصدق وما أكثر الكذب والخلط في تلك النبوءات، ولكن الناس عادة ينسون الكذب في 99 مرة ويتذكرون الصدق مرة واحدة ولعله صدفة من الصدف فما الغرض إذن من وراء هذه الظاهرة وإذاعتها وشغل الناس بها في هذه الآونة اللهم إلا بلبلة الأفكار، واضطراب العقائد، وصرف الناس عن الجد باللعب واللهو.
عالم الأرواح
في إيران تتم دراسة الأرواح بشكل مستفيض في المدارس الدينية بالقرب من مقابر المسلمين حيث يستعين بعض محضري الأرواح بجثث أناس دفنوا حديثا أو ببعض أجزاء الموتى كالدماغ الذي يستخرج بإيقاد شمعة تحت أذن الميت وهي طريقة هندية قديمة وتحاط بسرية تامة رغم كثرتها بين أوساط الروحانيين الإيرانيين، يقول الروحاني حسن الابطحى وهو عراقي مقيم في إيران: منازل الروح ثلاثة، الروح قبل هذا العالم، الروح في هذا العالم، والروح بعد هذا
العالم.
> الروح قبل هذا العالم: إن أكثر الدراسات إثارة للجدل هي تلك المتعلقة بالروح قبل هذا العالم، وأنا أعتقد أن تلك الأرواح كانت في ذلك العالم وعاشت فيه وهناك فريق من الفلاسفة وعلماء الروح الذين يعتقدون بتناسخ الأرواح فهم يقولون: إن روح الإنسان في العوالم الماضية قد حلت بأجسام مختلفة حينما أقامت في الدنيا واستمرت على هذا المنوال مرارا وتكرارا حتى وصلت إلى الكمال، ومن ثم تحررت، وليس لهؤلاء أي دليل يؤيد فرضيتهم سوى ما توصلوا إليه بواسطة التنويم المغناطيسي الذي تحوطه الشكوك، والحال أن ادعاء بهذا الحجم ينبغي أن يكون أقوى استدلالا وحجة.
> الروح في هذا العالم: يمكن تقوية روح الإنسان بالرياضة ومخالفة النفس، بحيث إنها تستطيع إنجاز أي عمل ترتئيه، كالانسلاخ عن الجسم، والإحاطة بجميع خفايا وزوايا الكرة الأرضية، والتجسم خارج الجسد، وتنويم الآخرين وسلخ أرواحهم ورؤية الأرواح وتحضيرها، وتسخير الجن، والتكلم مع الملائكة والاستعانة بهم، ومعالجة الأمراض الروحية والجسمية للمرضى بالتلقين والإيعاز، ونقل الأشياء الثقيلة من مكان إلى آخر بطرفة عين، وطي الأرض، وإيقاف قطار يسير بسرعة، وغيرها من الأعمال العجيبة والخارقة للعادة، (يجب ملاحظة أن كل هذه المفاهيم العجيبة تدرس في المدارس الدينية في إيران والنجف العراقية.
> الروح بعد هذا العالم: إن حالة أولئك الذين يرحلون عن الدنيا تختلف بعضها عن بعض، ولا تكون على نمط واحد، إذ إن فريقا من الأرواح لا يشعر بأي شيء حتى قيام الساعة، بل إنه يثوى تحت الثرى بعد الموت وبعد سؤال منكر ونكير، وسيبعث هؤلاء من قبورهم عند قيام الساعة (بحسب المنظور الديني الشيعي)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.