فوجئ المشاركون في منتدى المجتمع المدني، المنعقد ما بين 8 و12 من الشهر الجاري بالرباط، بعدم حضور وزير الشبيبة والرياضة منصف بلخياط، مع العلم أن برنامج عمل المنتدى تضمن حضور الوزير إلى جانب كل من روبيرت جاكسون المقيم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جون غروارك، وهما المسؤولان اللذان لم يتخلفا عن الموعد. واحتج عدد من المشاركين الشباب في هذه الدورة لمنتدى المجتمع المدني، التي احتضنها كل من مؤسسة شرق غرب ومركز تكوين الأطر بحي النهضة، عندما تبين لهم أن وزير الشبيبة والرياضة لن يحضر إلى جانب المسؤولين الأمريكيين في افتتاح الدورة الأولى من المنتدى، الذي تشرف عليه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وارتفعت عدة أصوات «مستنكرة» تغيب الوزير عن ملتقى من شأنه أن يعطي» دفعة للشباب في مجال التعبئة والترافع مدنيا في المجتمع، رغم التبريرات التي أعطاها المنظمون لغياب بلخياط، والتي كان أبرزها التزامه مع الملك في الأنشطة الرمضانية. وشارك في الدورة الأولى للمنتدى، الذي نُظم تحت شعار «تعبئة ترافع تغيير»، حوالي 200 شاب وشابة تتراوح أعمارهم مابين 16 و35 سنة من هيئات سياسية ومدنية من مختلف مناطق المغرب، ساهموا طيلة أربعة أيام في تنشيط ندوات وورشات موضوعاتية في محاور تهم الترافع والديمقراطية التشاركية وتدبير الشأن المحلي والوساطة الاجتماعية والتخطيط الاستراتيجي التشاركي والتواصل من أجل التغيير الاجتماعي والمواطنة. وحسب بلاغ للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي أشرفت على تنظيم المنتدى، فإنها تسعى من خلال هذه الدورة إلى خلق فضاء للحوار والتواصل بين الشباب المغربي والأمريكي، وهو ما تجلى بالأساس من خلال إقامة حفل إفطار جماعي، يوم الجمعة الماضي، على شرف نزلاء مركز حماية الطفولة بتمارة. في سياق ذلك نقلت مصادر حضرت الملتقى أن «نقاشا ساخنا» أُثير بين المنظمين من جهة وبين منتدى الشباب المغربي، الذي لم يقبل أن تعُطى لمنتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة فرصُ تدخل أكثر خلال الملتقى، داعيا المنظمين إلى ضرورة التحلي بنوع من «الديمقراطية» التي تسعى إليها الجهة الأمريكية المنظمة. وفي ردها على ذلك، نفت المكلفة بالإعلام والتواصل والمسؤولة عن برنامج «منتدى المجتمع المدني» للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، كريمة غانم، أن يكون النقاش الذي أثاره منتدى الشباب المغربي سبب مشكلا في صفوف المشاركين، مؤكدة في نفس السياق على أن مثل هذه المواقف لا يمكن إلا أن تدعم العمل التشاركي الذي تسعى من أجله الجهات المنظمة. وحول سؤال ل«المساء» عن موقف الوكالة الأمريكية من بعض الآراء التي ترى في أنشطتها تدخلا في الشأن الوطني، رفضت غانم الإجابة عن السؤال بداية قبل أن تستدرك بالقول «إن أنشطة الوكالة والبرامج التي تقدم عليها في المغرب، منذ خمسين سنة، تخضع لاتفاق مسبق مع الدولة ومكونات المجتمع المدني»، داعية كل مكونات المجتمع والهيئات الشبابية إلى «الانخراط في برامجها من أجل المساهمة في التنمية وتكريس توجه المغرب نحو الديمقراطية».