فاجأ المدرب امحمد فاخر لاعبي ومؤطري المغرب الفاسي حين أعلن استقالته في مستودع الملابس قبل الشروع في الحصة التدريبية لأول أمس الثلاثاء بالمركب الرياضي الجديد، وبادر الإطار الوطني إلى مصافحة اللاعبين والجهاز التقني، قبل أن يرتجل كلمة كشف فيها عن مسببات الاستقالة، اختزل فيها ما أسماه بغياب شروط العمل داخل الفريق، وعدم وفاء المسؤولين بالتزاماتهم تجاهه، خاصة على مستوى شروط الاشتغال. وقال أحد اللاعبين ل«المساء» إن جميع العناصر كانت على أهبة للالتحاق بالملعب، إلا أن وجود المدرب امحمد فاخر والمعد البدني العلوي بلباس مدني أثار شكوكا في دواخل اللاعبين، قبل أن يشرع امحمد في تعداد دواعي الاستقالة، التي ربطها بعدم وفاء المكتب المسير بالوعود التي قدمها قبل التعاقد معه. وقال فاخر للاعبين: «أنا لازلت أحتفظ بالشيك الذي قدمه لي المسؤولون عن الفريق، لم أسحب المبلغ خوفا من عدم توفر السيولة المالية التي تكفي لمنح اللاعبين رواتبهم ومنحهم، إنني اكتشفت أن وجودي هنا مجرد حملة ليمر الجمع العام دون مشاكل». وأضاف فاخر، في حديث جانبي مع اللاعبين، أنه لا يمكنه أن يقبل بهذا الوضع، لأنه مدرب «محترف»، مشيرا إلى رفضه التنقل بين الملاعب لإجراء الحصص التدريبية اليومية، وأشار أن القرار جاء بعد طول تفكير. وقبل أن يلتحق فاخر بالحصة التدريبية، عقد اجتماعا مصغرا مع المعد البدني، لم يفصح عن مضمونه، علما أن هذا الأخير كان يحمل تذمرا ظاهرا بعد أن حرر المكتب المسير تقريرا حول المعركة التي شهدها مطار المسيرة بالعيون، والتي دارت بين المعد البدني وطبيب الفريق، وهو التقرير الذي أغضب فاخر واعتبره من صميم اختصاصاته. وساد نوع من الارتباك في صفوف اللاعبين ومكونات المغرب الفاسي، وظلت الهواتف النقالة بين فاسوالدارالبيضاء تحاول البحث عن حقيقة الاستقالة المفاجئة، بل إن تواجد أغلب مسؤولي «الماص» في الدارالبيضاء قد زاد الأمور غموضا. وعلمت «المساء» أن الإطار الوطني فؤاد الصحابي، قد تسلم مقاليد التدريب بشكل مؤقت في انتظار الارتباط بمدرب رسمي، في غضون الأيام القليلة القادمة، رغم أن فؤاد رفض العرض في أول وهلة، وحاول الاتصال بفاخر لإشعاره بالمستجد لكن هاتف هذا الأخير لا يرد. وأبدى أعضاء المكتب المسير للمغرب الفاسي استياءهم من الاستقالة، وقال محمد مجتهد إن المدرب تعاقد مع رئيس الفريق مروان بناني، لذا كان من المنطقي والأخلاقي أن يقدم استقالته للرئيس وليس للاعبين، وأشار إلى أن إمكانية عودة فاخر إلى التدريب غير واردة، مبرزا أن اللاعبين والإطار التقني يتوصلون بانتظام بمستحقاتهم المالية، وأن المكتب المسير وفر كل المطالب التي تعهد بها خاصة على المستوى اللوجستيكي. وكانت بوادر الخلاف بين فاخر والمكتب المسير للمغرب الفاسي، قد بدأت منذ معسكر عين دراهم، حين ألح على التعاقد مع لاعبين نيجيريين، كما طالب بانتداب ثمانية عناصر أخرى لدعم التركيبة البشرية للفريق، وهو المطلب الذي رفضه المسؤولون، ناهيك عن إصراره على إقصاء اللاعبين الأجانب بالرغم من مؤهلاتهم خاصة اللاعب المالي كوني. يذكر أن فاخر يتقاضى راتبا شهريا قدره 10 ملايين من السنتيمات، إضافة إلى استفادته من فيلا بمنطقة ميموزا، استأجرها النادي بمبلغ مليون سنتيم شهريا، فضلا عن امتيازات أخرى.