بعثت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعثة علمية مكونة من 194 واعظ وواعظة ومشفع (إمام) قصد التأطير الديني للجالية المغربية بالخارج خلال شهر رمضان الحالي، من بينهم 15 امرأة، هذا العدد الذي عرف ارتفاعا مقارنة مع السنة الماضية، إذ لم يتجاوز 10 واعظات، حسب معطيات حصلت عليها «المساء». ومقارنة مع رمضان السنة الماضية، انتقل العدد الإجمالي للبعثة من 191 إلى 197، غير أنه تم خفض عدد الوعاظ من 44 واعظ إلى 32 هذه السنة، وارتفع عدد المشفعين، أي الأئمة الذين يؤمون الناس لصلاة التراويح، من 137 إلى 147 مشفع. واعتبرت كريمة بوعمري، عضو المجلس العلمي بسلا، أن العدد المخصص للواعظات قليل جدا مقارنة مع الوعاظ، وقالت، في تصريح ل«المساء» «ينبغي أن يكون عدد الواعظات أكثر من عدد الوعاظ بالنسبة للبعثة العلمية التي تؤطر الجالية بالخارج، لأن المرأة بالمهجر تحتاج إلى مزيد من التوعية، لأنها تعيش العديد من المشاكل الدينية والقانونية والاجتماعية». ومن جهته، يرى رشيد مقتدر، باحث في الحركات الإسلامية، أن عدد المؤطرين الدينيين لا يهم، بل الأهم هو نوعية هؤلاء الذين سيقدمون تجربة مغربية متميزة. وأكد مقتدر، في تصريح ل«المساء» أن الهدف من التأطير الديني للجالية هو تحصينها من التيارات المتشددة خاصة الوهابية والتشيع، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام يروم منح دفعة قوية لإبراز إسلام المغرب الوسطي المعتدل. وفي السياق ذاته، علمت «المساء» من مصدر مطلع أن عملية انتقاء المشفعين والوعاظ والواعظات من لدن بعض المجالس العلمية، شابتها بعض التجاوزات، إذ عرفت المحسوبية والزبونية، وهو ما يخلف استياء في صفوف الذين يتقدمون بترشيحاتهم. وحول المعايير المعتمدة من قبل المجلس لعملية الانتقاء، قالت بوعمري «يتطلب الأمر إتقان لغة أجنبية سواء الفرنسية أو الإنجليزية، لقد قمنا بإعلان طلب الترشيحات بالنسبة للمرشحين، واخترنا أربعة أئمة (مشفعين) وواعظتين وواعظة اعتمادا على الكفاءة والقدرة، ولم تعرف هذه العملية أي محسوبية أو زبونية». ونالت دولة فرنسا الحظ الأوفر من أصل 15 دولة، تلتها بلجيكا ثم إسبانيا وإيطاليا، حيث تم إيفاد 100 (80 إمام و15 واعظ وخمس واعظات)، إلى فرنسا خاصة أن أكبر جالية مغربية في الخارج توجد بهذا البلد، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث العدد بلجيكا التي أوفدت إليها 25 إماما وثلاثة وعاظ وواعظتين، أما المرتبة الثالثة فاحتلتها كل من إسبانيا وإيطاليا، حيث أوفدت لكل منهما 14 ما بين مشفع وواعظ وواعظة. وعرفت هذه السنة إيفاد إمام وواعظ إلى أمريكا وواعظ وإمام إلى ساحل العاج على عكس السنة الماضية التي اقتصر التأطير على 13 دولة. يذكر أن المجالس العلمية تقدم ترشيحات إلى المجلس العلمي الأعلى الذي يقوم بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على الانتقاء النهائي للبعثة. وكانت مذكرة صدرت السنة الماضية من أجل منع أعضاء ورؤساء المجالس العلمية من المشاركة في التأطير الديني،غير أن السؤال المطروح إلى أي حد تم الالتزام بهذه المذكرة خلال هذه السنة؟