نجح تنسيق بين درك تاونات وأمن فاس في إسقاط شبكة للقوادة والدعارة بجهة فاس نهاية الأسبوع الماضي. وأفضى هذا التنسيق إلى اعتقال «زعيمة» هذه الشبكة في إحدى قرى تاونات، بينما ألقي القبض على «مساعدتها» في حي عين قادوس بفاس. وأحيلت المعتقلتان على سجن عين قادوس في انتظار تقديمهما إلى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس يوم 24 شتنبر المقبل. وتتهم الشبكة بالتخصص في «جر» القاصرات إلى قطاع الدعارة عن طريق «التغرير» بهن، وذلك إلى جانب إعداد محل للدعارة والقوادة. وكانت الشبكة قد تمكنت من «استقطاب» قاصر لم تتجاوز من العمر 15 سنة، وهي لا تزال تتابع دراستها في السنة الأولى من التعليم الإعدادي، منذ حوالي 4 أشهر. ودفع «اختفاء» المسماة «أسماء»، في ظروف وصفت من قبل عائلتها الفقيرة بالمفاجئة، والدها إلى إشعار والي أمن فاس، دون أن يخفي لرجال الشرطة القضائية الذين استمعوا إليه شكوكا تحوم حول تعرض ابنته ل«اختطاف» من قبل شبكة متخصصة في الدعارة. وحررت مذكرة بحث عن هذه القاصر، قبل أن يعثر عليها رجال الدرك رفقة «زعيمة» الشبكة و«فتيات» أخريات ب»منتجع» بالقرب من وادي ورغة، وهن في حالة سكر واضح. وقال رجال الدرك إنهم ظلوا يراقبون الشبكة من بعيد في انتظار وجود حالة تلبس. وحكت «أسماء.ع» أن الوسيطة هناء فرشت لها أرضية الالتحاق بالشبكة، مؤكدة لها أنها ستجني الكثير من المال من وراء هذا الالتحاق وأنها ستعود بعد مرور حوالي 5 سنوات فقط إلى حي العائلة بسيارة فارهة وبأموال طائلة وستنقذ عائلتها من الفقر. وجالت بها عددا من المدن كنطجة وأصيلا، وأطلعتها على تقنيات العمل في الحانات الكبيرة في طنجة، قبل أن تعيدها إلى فاس، وتنتقل بها إلى قرية ابا محمد بتاونات. وحلت «الضيفة» الجديدة لدى زعيمة الشبكة التي ظلت تنتظر توفر الشروط لتبيع بكارة سناء لثري من الأثرياء في إحدى الليالي الحمراء. وتعلمت، في ظل هذا الإعداد، فنون شرب الخمور وتدخين الشيشا والسجائر، كما تعلمت فنون الاستقطاب. وأهديت إلى أثرياء منحدرين من المناطق الصحراوية حلوا بهذه المنطقة فمارسوا عليها الجنس من الدبر لأكثر من أربع مرات. وبالرغم من أن سناء لا تعرف أي شيء عن هويات هؤلاء، فإن اعترافات «الوسيطة» هناء مكنت عناصر الأمن من إصدار مذكرة بحث في حقهم. وعادت سناء بعد 4 أشهر من «الانتماء» إلى الشبكة متعبة ومنهكة وبدت شاردة الذهن، بعدما كانت في كامل لياقتها وجمالها. وقالت إنها قررت أن تغادر الدراسة خوفا من أن تلاحق بكلام السوء من قبل التلاميذ. فيما عبر والدها عن فرحة كبيرة وهو يستقبل ابنته في منزله الفقير بحي المرجة بمنطقة بنسودة بفاس، ولم يستطع أن يحضر لاعترافات طفلته وهي تلتقي ب»المساء». وقالت أسماء إن متزعمات هذه الشبكة متخصصات في «استقطاب» قاصرات وتهيئتهن لممارسة الدعارة الراقية مع الأثرياء، سواء منهم المغاربة أو الأجانب، مضيفة أنها قررت الانضمام إليها بعد اقتناعها بأحلام عرضتها أمامها الوسيطة التي كانت تلتقيها بأحد صالونات الحلاقة بمركز مدينة فاس.