كرس انتخاب مجلس عمالة سلا الانقسام داخل حزب الاستقلال في الوقت الذي فشلت جهود المنسق الجهوي عبد الإله البوزيدي، وعبد الواحد الفاسي عضو اللجنة التنفيذية في رأب الصدع بين استقلاليي سلا. وفي تطور يكشف حجم الانشقاق الذي يعاني منه الحزب بعد الانتخابات الجماعية، التي أفرزت انقسام مستشاري الحزب إلى معسكرين، قررت أغلبية المستشارين الاستقلاليين دخول انتخابات مجلس العمالة عبر لوائح متعددة، بينما ستغيب لائحة الحزب. وتقدم المعسكر المناهض للعمدة السابق إدريس السنتيسي بلائحة مستقلة مشكلة من ثلاثة نواب للعمدة الحالي نور الدين الأزرق إضافة إلى باقي المستشارين، في حين ترشح المستشارون المؤيدون للعمدة السابق باسم الحركة الشعبية. وفشل عبد الإله البوزيدي في إقناع أعضاء اللائحة المستقلة بالترشح تحت رمز الميزان بعدما رفض في وقت سابق منح التزكية لهم، نتيجة ما وصفته مصادر مطلعة بضغوطات مارسها عضو في اللجنة التنفيذية . وكشفت مصادر متطابقة عن وجود تذمر كبير في أوساط الاستقلاليين بمدينة سلا نتيجة عجز القيادة عن حسم الصراع المحتدم منذ سنوات بين تيارين بحيادية، ووفق مصالح الحزب وليس الأشخاص. ذات المصادر أكدت أن قرار التقدم بلائحة مستقلة يعد خطوة تمهد لانسحاب جماعي كبير من حزب الميزان بعد أن تغاضت القيادة عن التعامل بشكل موضوعي مع المشاكل التي يعرفها بالمدينة، والتي ساهمت الانتخابات الجماعية الأخيرة في تعميق حدتها. و ينتظر مستشارو حزب الاستقلال بسلا انتهاء الاستحقاقات المرتبطة بانتخاب أعضاء مجلس الجهة، وأعضاء مجلس المستشارين من أجل إعادة النظر في وضع الحزب بمدينة سلا، واتخاذ قرار نهائي بشأن الانسحاب الذي أصبح مؤكدا. و وجدت غالبية الأحزاب، الممثلة في مجلس المدينة، صعوبة في تشكيل لائحة من 27 عضوا لخوض انتخاب أعضاء مجلس العمالة. ويعتبر مرشح التجمع الوطني للأحرار، ورئيس مجلس العمالة السابق لولايتين محمد بلحسن اللحية الأوفر حظا لرئاسة المجلس.