وصف عبد الباري الزمزمي، رئيس جمعية البحوث والدراسات في النوازل الفقهية، تقديم شركة الخطوط الملكية المغربية الخمر خلال رحلاتها لشهر رمضان المقبل، بكونه «أمر شنيع وغير مقبول، ومنتهى الانتهاك لحرمة الشهر المقدس ولمشاعر المسلمين وعدم الاكتراث بتدينهم»، مضيفا أن» هذا الفعل يصدق عليه كل ما يقال في باب التشنيع والاستنكار، خاصة أن الشركة تحمل اسما مشرفا في المغرب هو: الخطوط الملكية، ونعرف أن الملك هو أمير المؤمنين ويوصف بأنه حامي الملة والدين، لذلك كان من الواجب على مسؤولي الشركة، وحتى من باب أضعف الإيمان، أن يحترموا تلك الصفة». وانتقد الزمزمي صمت المؤسسات الدينية الرسمية على تقديم شركة «لارام» لمنتوجات روحية خلال رحلاتها، وقال:«على المجلس العلمي الأعلى أن يصدر فتوى تحرم على الشركة تقديم الخمور خلال شهر الصيام المقدس عند المغاربة»، مشيرا إلى أن تلك الفتوى سيكون لها أثرها ووقعها على أصحاب القرار. يأتي ذلك، في وقت عبرت فيه مضيفات يعملن على متن «لارام» عن استيائهن من تقديمهن للخمور خلال شهر رمضان على رحلات الشركة. وقالت إحداهن للجريدة:«فضلا عن إرغامنا على الإفطار وقت ممارسة مهامنا، فإن الكثير من المضيفات والمضيفين يجدون أنفسهم في موقف حرج عند تقديمهم للخمور، بل إننا نواجه في حالات عدة باستهجان المسافرين من بينهم مغاربة وعرب وحتى غربيين الذين يتساءلون: كيف نجرؤ على تقديم الخمور في شهر مقدس؟»، مشيرة إلى أنه «إذا لم تكن الشركة قادرة على إلغاء خدمة تقديم الخمر إسوة بشركات عربية كالخطوط السعودية، ومصر للطيران والعربية للطيران، والخطوط الكويتية، وطيران الجزيرة، فإننا نطالبها بأن تمنع على الأقل، تقديم تلك الخدمة خلال رمضان». من جهتها، قالت رجاء بنسعود مسؤولة التواصل ب«لارام» إن الشركة تطبق المعايير والأعراف التي تتبعها كبريات الناقلات العربية في مجال تقديم الخمور، بل إنها الخطوط الأكثر تشددا في هذا المجال مقارنة مع شركات طيران عربية أخرى، مؤكدة أن إدارة الشركة لم تتوصل بأية شكاية أو ملاحظة من طاقم الملاحين التجاريين بخصوص إحراج العاملين واستيائهم من تقديم الخمور خلال شهر الصيام. وأوضحت بنسعود، في تصريح ل «المساء» أن الشركة تمنع توزيع الخمر خلال شهر رمضان على متن الرحلات الداخلية وتلك المتوجهة نحو الدول العربية، مشيرة إلى أن المعايير الجاري بها العمل بهذا الصدد منذ سنوات داخل الشركة، كانت نتيجة دراسة مقارنة مع الشركات الناقلة لباقي الدول العربية، حيث تم اعتماد المعايير الأكثر تشددا بهذا الخصوص. جدير بالذكر أن إقدام إدارة «لارام» في نونبر 2006 على منع العاملين من إقامة الصلوات داخل مقراتها، ومنع الموظفات من ارتداء الحجاب، وإصدار مذكرة تجبر الربابنة والمضيفات على الإفطار في شهر رمضان، وتوزيع الخمور في الطائرات خلال شهر الصيام، كان قد خلف استياء وسط العاملين بالشركة، وصل صداه إلى قبة البرلمان من خلال سؤال شفوي لفريق العدالة والتنمية.