بانتهاء الفترة الزمنية المخصصة لإيداع لوائح الترشيح لاقتراع أعضاء المجالس الإقليمية، في منتصف ليلة الثلاثاء 18 غشت الجاري، يكون عدد اللوائح المودعة لدى سلطات العمالة قد وصل إلى سبع لوائح من ضمنها لائحة وحيدة بدون أي لون سياسي وتضم أعضاء ينتمون إلى الحزب العمالي الذي عرف انشقاقا بعد أن رفض ستة من أعضائه الترشح خارج ألوان الحزب، حيث عزا أحد مسؤوليه في تصريح ل «المساء» أسباب ذلك إلى عدم قبول لعب دور أرانب سباق في إطار تحالفات غير طبيعية، والعدالة والتنمية بأقلية تضم أربعة أعضاء. أما أهم مفاجأة خلال هذه الفترة الانتخابية فهي التي همت حزب الأصالة والمعاصرة الذي عرفت لائحته دخول أسماء غير منتظرة، بعد إعلان أغلبية الحائزين على المقاعد الجماعية، باسم لائحة الجرار سابقا، عن استقالتهم وتضم ثمانية أسماء بارزة، لتتألف لائحة الأصالة والمعاصرة من مرشحين جدد انضموا حديثا إلى لائحة اختير لها محمد زهيدي وكيلا وخالد لحلو القادم من حزب الأحرار، في المرتبة الثانية. جل الأعضاء الحائزين على المقاعد خلال الاستحقاق الجماعي السابق في لائحة الجرار انشقوا عن الحزب والتحقوا بحزب رئيس بلدية الجديدة، حيث ترشحوا ضمن لائحة «الزيتونة» في لائحة تضم أسماء كانت بارزة في صفوف حزب الهمة، وأبرزها وكيل اللائحة في اقتراع بلدية الجديدة المصطفى أبا تراب. وحسب متتبعين للشأن السياسي، فإن هذا الانشقاق داخل مكونات الأصالة والمعاصرة ستكون له انعكاسات على الخريطة السياسية التي ستفرز مجلسي الإقليم والجهة ومناصب مجلس المستشارين. وكيل لائحة الزيتونة يوسف أبا يزيد أكد أن أحد أسباب الانشقاق عن حزب «التراكتور» يعود إلى كون بعض المسؤولين عن هذا الحزب عمدوا إلى الدفع ببعض الوجوه في مرتبة متقدمة باللائحة ضدا على المنهجية الديمقراطية، وأضاف أبا يزيد أن الشعور والإحساس (بالحكرة) هو سبب إقدامهم على الانسحاب بشكل جماعي من صفوف الأصالة والمعاصرة. وبخصوص اختيارهم لحزب الرئيس الحالي للبلدية، كان رده أنه جاء بعد شعورهم بالدفء الذي ساد خطاب المسؤولين عن حزب الزيتونة (كبرو بنا)، حسب تعبير أبا يزيد. مصطفى أبا تراب وكيل اللائحة في انتخابات البلدية والثالث في اللائحة الحالية لاقتراع المجلس الإقليمي قال ل «المساء»: «ترشحت في الأصالة والمعاصرة واليوم في الزيتونة، والقانون ما (منعناش واحنا أحرار نمشيوا فين بغينا)..» شاكر الطاهر، عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة عقب على انشقاق أعضاء حزبه بالقول: «أظن أن أبا تراب عبر عن عدم رغبته في الترشح للمجلس الإقليمي وأن ترشحه إلى جانب مجموعة مستشارين كانوا في الأصالة والمعاصرة وباسم حزب آخر ما هو إلا تكتيك سياسي سنقول فيه كلمة الفصل من خلال لجن مقررة ووفق أنظمة الحزب». بقية اللوائح لم تشهد أي تغيرات تذكر حيث اعتمدت على أسماء معروفة بانتمائها إلى ألوان الأحزاب المرشحة باسمها، وهكذا ترشحت في لائحة الاتحاد الاشتراكي وجوه حازت على المناصب الجماعية باسم لائحة الوردة، ونفس الشيء ينطبق على لائحة حزب الاستقلال، حيث ترشحت في المراتب المتقدمة أسماء مألوفة منها وكيل اللائحة محمد بن الشرقي وثانيها امبارك الطرمونية والثالث الرئيس الحالي للمجلس الإقليمي محمد أبو الفرج. ومن المنتظر أن تنتهي الحملة في منتصف ليلة الثلاثاء القادم، وفي اليوم الذي يليه سترسم خريطة المجلس الإقليمي المؤلفة من ثلاثة وعشرين عضوا منتخبا بصفة مباشرة، مع إضافة أربعة أعضاء يمثلون الغرف المهنية.