تضاربت الأقوال بمدينة الفقيه بن صالح حول تلاعب بفواتير مديرية التخطيط والموارد المالية بوزارة الصحة، وأكدت مصادر ل«المساء» أن «غموضا يلف مجموعة من الفواتير تخص ممون حفلات بالمدينة، سبق ونظم أنشطة حزبية بمدينة الفقيه بن صالح، وتسلم مقابل ذلك مستحقاته من مديرية التخطيط والموارد المالية بوزارة الصحة بالرباط، حيث يتعلق الأمر بمجموعة من الفواتير بلغ مجموعها خمس فواتير»، وأضافت نفس المصادر، أن «المبلغ المالي وصل إلى عشرة ملايين سنتيم، توصل ممون الحفلات بستة منها نقدا، فيما تم تحويل أربعة ملايين أخرى إلى حساب الشركة». وأوضحت نفس المصادر أن «النقاش يجري بين أطراف القضية حول طريقة أداء فاتورة تبلغ قيمتها 34 ألف درهم خاصة بوكالة لكراء السيارات بالفقيه بن صالح بنفس الطريقة، بعدما رفض مالك وكالة كراء السيارات أداءها». وحول تفاصيل موضوع التلاعب بالفواتير أكد ممون الحفلات في اتصال ب«المساء» توصله بالمبلغ المذكور، وأضاف أن «الأمر يتعلق بأنشطة متفرقة وبأماكن متفرقة وليس فقط الفقيه بن صالح، كما أنها مجموعة من الفواتير جمعتها في فاتورة واحدة وتوصلت بمستحقاتي منها، أما فواتير الحزب فهي فواتير خاصة». الكاتب العام لوزارة الصحة، رحال المكاوي، أكد من عطلته السنوية في تصريح ل«المساء»أن «الأمر إن كان صحيحا فهو خطير ويتطلب تحقيقا وتدقيقا»، وأضاف «لا أملك أي تعليق في الوقت الحالي». من جهته وفي تصريح ل«المساء»، نفى الجيلالي حزيم مدير مديرية التخطيط والموارد المالية بوزارة الصحة، «وجود أي تلاعب في الفواتير،» وأضاف «كل ما في الأمر أننا نظمنا أنشطة حزبية بالفقيه بن صالح وأدينا ثمنها عبر شيكات نحن ثلاثة أشخاص، ويسهل ضبط هذه العملية»، وأفاد الجيلالي حزيم وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة بالفقيه بن صالح في الانتخابات الجماعية الأخيرة، «أعجبت بتنظيم ممون الحفلات خلال الأنشطة الحزبية التي نظمناها هذه السنة،خاصة بعد اللقاء التواصلي الذي حضره الهمة وبيد الله بالفقيه بن صالح، وأصبحت أشجعه من باب تشجيع أبناء إقليم الفقيه بن صالح، وذلك بالتعامل معه في أنشطة تنظمها المديرية بوزارة الصحة بالرباط، أو بعض الندوات التي نظمناها بعض المرات ببني ملال،» واستطرد حزيم قائلا إن «تمويل أنشطة مديرية التخطيط والموارد المالية في كل حال لا علاقة له بوزارة الصحة وإنما هي تمويلات خارجية يدعمها الاتحاد الأوربي واليونيسيف ومؤسسات أخرى «. وأكد الجيلالي حزيم أنه يشتغل في الجانب المالي بالوزارة منذ سنة 1988، عندما كان رئيس مصلحة ثم رئيس قسم قبل أن يصبح مديرا لمديرية التخطيط والموارد المالية بالوزارة وختم الجيلالي حزيم تصريحه بالقول إن «الفواتير التي تؤدى من وزارة الصحة لا علاقة لها بالأنشطة الحزبية، وكل ما يقال يدخل في إطار الصراع الانتخابي والسياسي». وفي الوقت الذي تعذر فيه الاتصال بالمدير الجهوي للصحة ببني ملال الذي يوجد في عطلة، نفى مدير المستشفى الجهوي ببني ملال علمه بأي نشاط نظمته مديرية التخطيط والموارد المالية ببني ملال، كما نفى مصدر مطلع من المديرية الجهوية للصحة أن «تكون مديرية التخطيط والموارد المالية بوزارة الصحة قد نظمت أو ساهمت في أي نشاط طبي في عهد المدير الجهوي الحالي الذي باشر عمله منذ بداية صيف السنة الماضية». من جهته أكد مدير المستشفى المحلي بالفقيه بن صالح الدكتور شفيق أن «المستشفى المحلي نظم هذه السنة نشاطين أحدهما في 12 ماي والثاني في 7 أبريل، وساهم في تنظيمهما شركاء خواص، منها مختبر شركة لحليب الأطفال، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي واقتصر دعم المستشفى المحلي على احتضان النشاط وتخصيص منحة من إدارة المستشفى للممرضين، أما المديرية الجهوية للصحة فتتكلف بالتأطير وتوفير التجهيزات»، وأكد الدكتور شفيق مدير المستشفى المحلي بالفقيه بن صالح أنه «لم يسبق للمستشفى أن نظم أي نشاط هذه السنة باستثناء النشاطين سالفي الذكر، ولم نتعامل مع ممون الحفلات المذكور». وفي علاقة بالموضوع أكدت مصادر مطلعة ل«المساء» أن «أنباء عن فتح تحقيق في قضية التلاعب بالفواتير بدأت تتداول بأروقة وزارة الصحة بالرباط، للوقوف على تفاصيل القضية التي انتشرت بين السياسيين بالفقيه بن صالح ووصلت أصداؤها إلى مبنى وزارة الصحة».