فاجأت لجنة تفتيش من وزارة الصحة يترأسها المفتش العام مصطفى علوي اسماعيلي إدارة وأطباء المستشفى الجهوي لبني ملال صباح الأربعاء الماضي للوقوف على حقيقة الصراع والاتهامات المتبادلة بين إدارة المستشفى والأطباء، والتي كان من نتائجها قيام الأطباء بمجموعة من الإضرابات شلت العمل بالمستشفى لأيام عديدة. وتطور الصراع والاتهامات المتبادلة بين الأطباء ومندوبية الصحة بعدما تقدم الأطباء بشكاية جماعية ل47 طبيبا مختصا، ضد المدير الجهوي للمستشفى إلى وكيل الملك قبل أيام في أول سابقة من نوعها بالمغرب، حسب تأكيد من الأطباء،حيث أكد الأطباء في شكايتهم،التي حصلت «المساء» على نسخة منها،أن المدير الجهوي أدلى بتصريحات صحفية تتضمن تحقيرا وسبا وقذفا في حق جميع الأطباء العاملين بالمركز الاستشفائي، وكشف الأطباء في شكايتهم أن العلاقة المتوترة بين الأطباء وإدارة المستشفى وصلت إلى حد تحريض الإدارة «للمرضى وعائلاتهم ضد الأطباء». ولم تقف حدود الصراع بين إدارة المستشفى وأطباء المستشفى عند حدود المحاكم بل تطورت لتنتقل إلى حرب إعلامية بنشر مقطعين للفيديو بموقع «يوتوب»الشهير نقلتهما «بوابة بني ملال الإلكترونية»، يتضمنان لقطات تبين جناح العمليات الذي تنزل من سقفه قطرات المطر مخترقة تجهيزات صدئة، تنزل منها بدورها قطرات المطر . وكان الأطباء قد نظموا وقفات احتجاجية اختاروا لإحداها شعار«محاكمة المنظومة الصحية لا محاكمة الشغيلة الصحية»، وطالبوا خلالها بحماية الموظفين وهم يؤدون واجبهم المهني مع تحفيزهم، وضمان سلامتهم، وتزويد المستشفى بالعناصر البشرية الكافية والتجهيزات الطبية الضرورية. وكان الأطباء قد توجهوا برسالة مفتوحة إلى وزيرة الصحة،توصلت «المساء» بنسخة منها، تتضمن تشخيصا لمعاناة الشغيلة الصحية بالمركز، والمتمثلة حسب الرسالة في«قلة العتاد الطبي ومستلزمات العمل الضرورية، ورفض المندوبية توفير وسائل الوقاية للعاملين في القطاع من أنفلونزا الخنازير بالرغم من وجودهم في الواجهة مع المصابين بهذا الداء، وانعدام بعض أنواع التحليلات الطبية الضرورية في الحالات الاستعجالية بمختبر المركز الاستشفائي، الشيء الذي يعرض حياة هذه الحالات للخطر، وكذا رجال الصحة للمتابعة القضائية أمام الحياد السلبي لمندوبية الوزارة» . واشتكى الأطباء في رسالتهم من «قلة الأدوية وانعدامها في غالب الأحيان بصيدلية المستشفى، ومن الخصاص الكبير في الموارد البشرية خاصة الأطباء والممرضين». وحاولت «المساء» صباح أمس الاتصال بالمدير الجهوي لتوضيح الدواعي الحقيقية لزيارة المفتش العام للوزارة،إلا أن وجوده في اجتماع حال دون ذلك ،وكان الدكتور مصطفى الردادي قد أكد في تصريح ،قبل زيارة المفتش العام للوزارة ، ل«المساء» أن «المسؤولية مشتركة بين جميع العاملين في هذا المركز للنهوض به، وذلك بنكران الذات بعيدا عن الأهداف الشخصية، وبالنظر إلى الأمر بعين الواقع واستغلال كل الطاقات والكفاءات،لأن لدينا أطباء أكفاء وبمهنية عالية تتطلب تعاونا من جميع الأطراف وتضحيات من أجل خدمة المرضى»، وأضاف الردادي أن «تجهيزات المستشفى في مستوى عال ، ولدينا مركز مختص في الصيانة ، يقوم بدوريات مستمرة ،تقوم بدورها، وتساءل المدير الجهوي عن «السر وراء احتجاجات أطباء بني ملال المتواصلة، مقابل انضباط أطباء الوحدات الاستشفائية الأخرى بمستشفيات الفقيه بن صالح وتادلة،وتفانيهم في العمل». وفي سياق متصل، أكدت مصادر طبية أن لجنة تفتيش سابقة قامت بزيارات إلى مجموعة من المصحات الخاصة بعد سابقة لأحد الأطباء بالفقيه بن صالح اتهم فيها أطباء القطاع العام بالاستحواذ على عمل أطباء الطب الخاص بتعاقدهم مع المصحات وتفويت الفرصة على أطباء العيادات الخاصة.