للوقوف على حقيقة الصراع القائم بين نقابة الأطباء وإدارة المستشفى الجهوي ببني ملال ، زارت بشكل مفاجئ لجنة تفتيش من وزارة الصحة برئاسة المفتش العام مصطفى علوي اسماعيلي المستشفى الجهوي. هذا الصراع الذي عطل العمل بشكل كبير بمختلف المصالح الطبية بالمستشفى منذ حوالي شهرين، خاصة مصالح فحوصات الأطباء الإختصاصيين بسبب سلسلة من الإضرابات، تطور ليصل إلى المحكمة، حيث تقدم 47 طبيبا مختصا بشكاية إلى وكيل الملك بمحكمة بني ملال ضد المدير الجهوي للمستشفى بسبب تصريحاته الصحافية التي تتضمن حسب الشكاية التي نتوفر على نسخة منها تحقيرا وسبا و قذفا في حق جميع الأطباء العاملين بالمستشفى. وتضيف الشكاية بأن الإدارة تحرض المرضى وعائلاتهم ضد الأطباء . رسالة أخرى بعث بها الأطباء إلى وزيرة الصحة تتضمن معاناة الشغيلة الصحية بهذا المركز الإستشفائي تتمثل في قلة الموارد البشرية الصحية وقلة العتاد الطبي ومستلزمات العمل الضرورية، وعدم توفير وسائل الوقاية للعاملين بجناح أنفلونزا الخنازير، واهتراء سقف جناح العمليات الجراحية... لجنة التفتيش جاءت أيضا للبحث في رسالة مبعوثة إلى الوزارة من طرف طبيب تابع للقطاع الخاص يشكو تدفق أطباء القطاع العام للعمل في المصحات الخصوصية . و قد وقفت اللجنة على حقيقة ذلك حين زارت مصحة خاصة ببني ملال فوجدت أسماء أربعة أطباء يعملون بمستشفى بني ملال مسجلين على سبورة المداومة والعمليات الجراحية بالمصحة، في حين يضربون عن العمل في مصالحهم بالمستشفى! صراع الأطباء والإدارة يتطور يوما عن يوم بعد فشل عدة جلسات بين الأطراف المعنية للتوصل إلى حل توافقي. صراع الخاسر الأكبر فيه هو المواطن الذي يصطدم يوميا بغياب الأطباء أو إضرابهم عن العمل حيث أجلت جميع مواعيد الإستقبال و الفحوصات. فلجأ عدد من المرضى إلى جهات طبية أخرى، في حين ظل المعوزون مع آلامهم ومعاناتهم من المرض في انتظار فرج قد لا يأتي إذا ما لم تحسم لجنة التفتيش في هذا الصراع بشكل نهائي و تغلب مصلحة المواطن أولا.