أخلت السلطات الأمنية بالناظور، منتصف ليلة أول أمس الأربعاء، سبيل أربعة أعضاء ينتمون إلى جماعة العدل والإحسان كانت قد ألقت القبض عليهم، بحي أولاد ميمون، قبل أن تقتادهم إلى مقر الأمن الإقليمي. وفوجئ أربعة أعضاء من جماعة عبد السلام ياسين، وهم في طريقهم لتأدية صلاة العشاء، بقوات الأمن ورجال المخابرات يحاصرونهم قبل أن يلقوا القبض عليهم ويقتادوهم إلى مقر الأمن الإقليمي بالناظور، بعد تلقيهم معلومات عن تنظيم الجماعة لمجلس نصيحة بمنزل أحد أعضائها بحي أولاد ميمون. وحسب مصادر من المنطقة فإن قوات الأمن الإقليمي بقيادة رئيس المنطقة الإقليمية كانت تراقب المنزل الذي كان يجتمع فيه أعضاء الجماعة، ولم تقدم على أي تحرك إلا بعد أن غادروا المنزل في اتجاه مسجد الحي. من جهتها، أفادت مصادر من الجماعة، أن الأمر لا يتعلق بعقد أعضاء الجماعة لمجلس نصيحة وإنما بمجرد دعوة عشاء وجهها أحد أعضاء الجماعة، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها قوات الأمن منازل منتمين إلى الجماعة وإلقاء القبض عليهم، فبمجرد أي تجمع، سواء كان دعوة إلى العشاء أو حفل عقيقة أو ختان أو عزاء إلا وتقوم قوات الأمن بمداهمة المنازل وإلقاء القبض على أعضاء الجماعة. وحسب المصادر ذاتها، فإن قوات الأمن قامت بإطلاق سراح الأعضاء الأربعة بعد أن تم التحقق من هويتهم وانتمائهم، والتحقيق معهم حول سبب اجتماعهم. إلى ذلك، وصف حسن بناجح عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة في اتصال مع «المساء» اعتقال السلطات الأمنية لأعضاء الجماعة بالناظور بأنه دليل«على التخبط الذي تعرفه سياسة الدولة تجاه الجماعة، وعلى الارتباك الخطير الذي تعيشه الأجهزة الأمنية، وكذا على مدى إصرار السلطات على منع جميع أنشطة الجماعة والتشويش عليها، حتى ولو تعلق الأمر بمجرد لقاء عادي». وكان تقرير حقوقي صادر عن الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان، قد كشف أن نحو 5733 معتقلا، هي حصيلة الحملة التي تشنها السلطات ضد الجماعة، وأنشطتها وأعضائها، والمتعاطفين معها، منذ 24 ماي 2006 إلى 9 ماي الماضي.