ستنعقد جولة جديدة من المحادثات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو، لمناقشة ملف الصحراء، تحت إشراف كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام لهيئة الأممالمتحدة في الصحراء، وبحضور ممثل عن الحكومة الجزائرية، وممثل عن موريتانيا، بصفتهما ملاحظين. ولم يحدد المبعوث الأممي موعد ومكان عقد اللقاء بين الأطراف المهتمة بنزاع الصحراء، واكتفى بالقول في تصريح صحافي، « إنه سيجرى في أقرب وقت ممكن»، مؤكدا أن «المحادثات جرت في جو من الإنخراط الجدي، والصراحة، والاحترام المتبادل». وقالت مصادر متطابقة ل«المساء» إن اللقاء المقبل سيجرى بين أطراف النزاع قبل نهاية السنة الجارية، وفي حالة تذليل الصعاب بين الأطراف سيتم تحديد موعد للجولة الخامسة من المفاوضات، بداية السنة المقبلة. وأكدت المصادر ذاتها أن المحادثات غير الرسمية حول الصحراء، التي جرت يومي 10 و11 غشت الحالي، بين المغرب وجبهة البوليساريو، في مدينة دورشتاين قرب فيينا بالنمسا، لم تحرز أي تقدم يذكر، رغم ما طبع اللقاء من نقاش جدي وصريح. وأوضحت المصادر أن الوفد المغربي تشبث بمبادرة الحكم الذاتي، التي تعد تقريرا لمصير سكان الصحراء، حيث سيتم بموجبه منح سكان الصحراء صلاحيات واسعة لتدبير شؤونهم بأنفسهم في ظل سيادة المغرب على كافة أراضيه، إذ سيتم انتخاب برلمان محلي، من سكان المنطقة، تنبثق عنه حكومة محلية، على غرار ما هو معمول به في أوروبا، وقدم تفسيرات ذلك، فيما أصر وفد جبهة البوليساريو على إجراء استفتاء، باعتباره نوعا آخر من أنواع تقرير مصير سكان الصحراء، لكنه مبني على تحديد هوية من له أهلية التصويت، وهو الاقتراح الذي أثبت فشله، لصعوبة تحديد من له الحق في التصويت لإختلاط الأنساب بين سكان منطقة المغرب العربي، المتمركزين في صحراء الجزائر وليبيا وموريتانيا، والمغرب، وكذا القاطنين في جل مناطق الصحراء الكبرى، إذ أن أغلب القبائل لها امتدادات سوسيولوجية في أزيد من 4 دول إفريقية، بحكم ترحالها السابق. وقال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، في تصريح صحافي إن الاجتماع المصغر غير الرسمي حول الصحراء كان « فرصة سانحة للوفد المغربي ليبرهن عن جدية مبادرة الحكم الذاتي، وعن شرعية هذه المبادرة، معربا عن أسفه لتشبث الطرف الآخر ببعض الميكانيزمات التي ثبت فشلها، في إشارة إلى الاتفاق السابق الرامي إلى إجراء استفتاء مبني على تحديد الهوية، الذي حاول الطرفان تطبيقه لكنه فشل لصعوبة تقنية وسوسيولوجية. وسجل الفاسي الفهري حضورا ملفتا للجانب الجزائري، المعني بقضية الصحراء، مؤكدا أنه لأول مرة شارك عضو من الحكومة الجزائرية، ما يعني حسب المراقبين أن قصر المرادية يتحكم في جبهة البوليساريو، وهو من يرسم خطط الداعين إلى انفصال الصحراء عن المغرب. ومن جهة أخرى، أكدت جبهة البوليساريو على موقعها الالكتروني، « أن المحادثات تميزت بالالتزام الحقيقي، وبالصراحة، وبالاحترام المتبادل»، حيث «أكدت الأطراف عزمها مواصلة المفاوضات في أقرب الآجال»، مشيرة إلى استشارة وفد الجزائر وموريتانيا.