توفي محمود درويش يوم 9 غشت 2008، في هيوستن بالولايات المتحدةالأمريكية، وفي موسم أصيلة الثقافي الثلاثين، ساعات بعد فاجعة خبر غيابه، أقام المشاركون في الموسم أول تأبين له، وقرر مجلس بلدية أصيلة إطلاق اسمه على حديقة بجوار ساحة محمد الخامس، كان قد تردد عليها الشاعر أثناء حضوره في ثاني موسم أصيلة الثقافي عام 1979 رفقة أدونيس وخالدة سعيد وإلياس خوري وصلاح ستيتيه وفينوس خوري وآخرون، ربما يوجد بينهم اليوم من سيكون حاضرا هذا الأحد ليوجه إلى الفقيد أجمل التحيات، تحية خاصة من موسم أصيلة الذي يحتفي هذه السنة بذكرى الراحل، من خلال مجموعة من المداخلات النقدية والشهادات حول التجربة الشعرية للشاعر، شاعر غاب وترك الشعر وحيدا بيننا. أثر هذا الغياب عبر عنه مارسيل خليفة، بالقول «لقد خسرت في محمود درويش الصديق قبل أن أخسر فيه الشاعر والأديب والمفكر والسياسي(...). كان صديقا كبيرا. منذ البداية، أحسست بأن هذا الشعر كتب لي (...) أحسست بأن طعم خبز أمه يشبه طعم خبز أمي، وجواز سفره يحمل صورتي أنا». وأضاف أنه عندما وضع الألحان لهذه القصائد «تحولت إلى خبز يومي للناس». مارسيل خليفة، الذي سيحيي سهرة فنية في نفس هذا اليوم، سبق وأن قال في نفس التصريح بمناسبة إحياء حفل فني مؤخرا بمدينة الصخيرات، في إطار فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الصيف لعمالة الصخيرات- تمارة (3 يوليوز إلى 15 غشت الجاري)، أنه يقوم بتحضير أعمال من دواوين أخرى لهذا الشاعر الذي فارق الحياة في غشت من العام الماضي، مؤكدا، أنه بصدد الاشتغال على أعمال فنية من الديوان الأخير للشاعر الراحل. وكان الديوان الأخير لمحمود درويش، قد صدر في مارس الماضي، تحت عنوان «لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي»، إضافة إلى كراس مرافق، وقعه صديقه المقرب، الروائي إلياس خوري، يحكي فيه قصة الديوان، وكيفية العثور على قصائده في منزل الشاعر بالعاصمة الأردنية عمان، وطريقة ترتيبها وتبويبها وإعدادها للنشر. ومن المنتظر أن تكون أغنية «تعاليم حورية»، آخر قصيدة كتبها محمود درويش إلى أمه «حورية»، ضمن الأغاني الجديدة التي سيتحف بها مارسيل جمهوره، وتقول بعض مقاطعها : «فكّرت يومًا بالرحيل، فحطّ حسّونٌ على يدها ونام. وكان يكفي أن أداعب غصن داليةٍ على عجلٍ... لتدرك أنّ كأس نبيذي امتلأت. ويكفي أن أنام مبكّرًا لترى منامي واضحًا، فتطيل ليلتها لتحرسه... ويكفي أن تجيء رسالةٌ منّي لتعرف أنّ عنواني تغيّر، فوق قارعة السجون، وأنّ أيّامي تحوّم حولها... وحيالها أمّي تعدّ أصابعي العشرين عن بعدٍ. تمشّطني بخصلة شعرها الذهبيّ. تبحث في ثيابي الداخليّة عن نساءٍ أجنبيّاتٍ، وترفو جوربي المقطوع». يذكر أن مارسيل خليفة، الذي يشارك في موسم أصيلة للمرة الأولى، سيكون مصحوبا بفرقة «الميادين» بمشاركة نجليه بشار ورامي. وسبق لمحمود درويش، الذي، سيوجه له موسم أصيلة تحية خاصة، أن قال: «من دون شك، نحن اليوم في بحاجة إلى الشعر أكثر من أي وقت آخر، حتى نسترجع حساسية وضمير إنسانيتنا المهددة، وقدرتنا على مواصلة واحد من أجمل الأحلام الإنسانية، حلم الحرية، حلم القبض على الواقع بكلتا الذراعين، والانفتاح على العالم والبحث عن الجوهر».