تتواصل، يومه الاثنين، فعاليات الدورة الواحدة والثلاثين لمهرجان أصيلة الثقافي بتنظيم الجلسة الثانية من ندوة التعاون العربي الإفريقي الإيبيرو لاتينو أمريكي: الحكومات والمجتمع المدني، والتي يشارك فيها وزير خارجية اسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس، إلى جانب سياسيين وديبلوماسين ورجال فكر آخرين، وسيشرف عليها جونسون سيرليف، رئيسة جمهورية جمهورية ليبيريا، وسيحضرها 13 وزير خارجية عربي. فيما تعقد على مدار يومي الثلاثاء، الأربعاء، ندوة: البرتغال وإفريقيا ويشرف عليها شخصيات فكرية وسياسية أفريقيا والبرتغال، وتندرج هذه الندوات في إطار جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، التي افتتحت أشغال دورتها الرابعة والعشرين يوم السبت الماضي ضمن فعاليات المهرجان. وإلى جانب الندوات تكرم أصيلا روادها، ومن ضمنهم الراحلين محمود درويش والطيب صالح، ففي هذا السياق قرر مجلس بلدية أصيلا إطلاق اسم الروائي السوداني الراحل على حديقة كبرى، كانت في الأصل مصلى، كان الطيب صالح أدى بها صلاة العيد في أول زيارة له للمدينة سنة 1980 . وفي نفس السياق قرر نفس المجلس إطلاق( اسم محمود درويش على حديقة مجاورة لساحة محمد الخامس، كان الشاعر تردد عليها أثناء حصوره في ثاني موسم ثقافي لأصيلا. وقد تميز حفل افتتاح هذه الدورة، بتلاوة الرسالة السامية التي وجهها الملك إلى المشاركين في ندوة «التعاون العربي الإفريقي الإيبيرو لاتينو أمريكي.. الحكومات والمجتمع المدني»، التي تنظمها الجامعة الصيفية في إطار موسم منتدى مؤسسة أصيلة. وأشاد الملك، في هذه الرسالة، التي تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، بالمحور الذي اختير موضوعا لهذه الندوة، «ذلك أن التعاون جنوب جنوب يقول الملك- يعد من صميم التوجهات الدولية الراهنة التي يجري بشأنها نقاش واسع لم يعد منحصرا في الدوائر الأكاديمية بل أصبح منفتحا على مكونات المجتمع المدني كقوة مؤثرة في العلاقات الدولية». وحضر الجلسة الافتتاحية عباس الجراري، مستشار الملك، وخالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، ومحمد سعد العلمي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، وبنسالم حميش، وزير الثقافة، والسيدة لطيفة أخرباش، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون. وأجمعت مداخلات كل من جون أكيوكوم كوفيور، رئيس جمهورية غانا السابق، وميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الشؤون الخارجية الإسباني، والسفير الشاذلي النفاتي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس مركز تونس، وخايمي غاما، رئيس البرلمان البرتغالي، ولويس غونزاليس بوسادا، رئيس الكونغرس البيروفي، وعبد الرحمان عويس وزير الثقافة الإماراتي، على اعتبار أن الموسم بلغ سن النضج وهو يطفئ شمعته الواحدة والثلاثين. كما ذكر المتدخلون، في الجلسة الافتتاحية، التي احتضنتها مكتبة الأمير بندر بن سلطان، بأهمية هذا الفضاء في الحوار واللقاء وتبادل الأفكار وحوار الحضارات وتلاقح الثقافات. وفي أعقاب ذلك، توجه المشاركون في أشغال هذا اللقاء إلى مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية لافتتاح معرض «فنانون تشكيليون من أصيلة»، الذي يتواصل إلى غاية 18 غشت الجاري. ويتوخى اختيار موضوع «التعاون الإفريقي الإيبيرو لاتينو أمريكي .. الحكومات والمجتمع المدني» تطوير التعاون جنوب- جنوب، الذي يواجه حاليا تحديات مهمة، وتشجيع التقارب بين مختلف الفاعلين في المجتمع المدني والحكومات حول رؤية إقليمية ودولية لهذا التعاون. وتدور أشغال الندوة، التي تتواصل إلى غاية ثالث غشت الجاري، حول ثلاثة محاور تتمثل في «التعاون جنوب جنوب ووسائل تعزيزه»، و«دور المجتمع المدني في تعزيز الروابط بين الشعوب وحكوماتها»، و«دور المنظمات الإقليمية في النهوض بالتعاون جنوب جنوب». ويتضمن برنامج الدورة ال31 للموسم الثقافي الدولي لأصيلة خمس ندوات أخرى هي «البرتغال وإفريقيا» (4 و5 غشت)، و«البعد الثقافي والاتحاد من أجل المتوسط.. المغرب الكبير وأوربا» (7 و8 غشت)، و«جائزة الشيخ زايد في الفضاء الثقافي العالمي» (12 و13 غشت)، و«العولمة والتنمية.. تأثير الأزمة الاقتصادية على المساعدات العمومية للبلدان الإفريقية» (14 و15 غشت) و«المرأة العربية في وسائل الإعلام العربية» (16 -18 غشت) . وعلى عادة الموسم، الذي اختار البرتغال ضيف شرف هذه الدورة، يقترح هذه السنة برمجة غنية ومتنوعة تتضمن عددا من الحفلات الموسيقية والسهرات الفنية، أبرزها الحفل الموسيقي الذي سيحييه الفنان مارسيل خليفة، كما تنظم مجموعة من المعارض التشكيلية، فضلا عن الجداريات وغيرها.