قال محمد بن عيسى، الأمين العام لمنتدى أصيلة، إن قوة مشروع الموسم الثقافي الدولي لأصيلة واحتفاظه بالحيوية والدينامية المبتغاة، مرهونة بعدم التفريط في هويته الأصلية التي صارت علامته المبتغاة. ودعا بن عيسى، حسب ما جاء في قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، في افتتاح ندوة «التعاون العربي الإفريقي الإيبيري اللاتينو أمريكي.. الحكومات والمجتمع المدني»، مساء السبت في أصيلة، إلى أن تظل أصيلة، التي صارت مفهوما وليس مجرد مكان معلوم، فضاء مفتوحا للحوار الحر، ومنتدى للتناظر والتداول المخصب المفيد لكل من ارتاده وشارك فيه بقناعة وغيرة عليه، وملتقى لمختلف الإبداعات الفنية، خاصة فنون التشكيل بكل فروعها وأنواعها. واعتبر أن أول الرهانات التي نجح فيها مشروع أصيلة الثقافي هو أن المدينة اصبحت فضاء بامتياز للقاء والتواصل، والحوار المنتظم بين النخب الآتية من بلدان الجنوب والشمال، والشرق والغرب، فمهدت بذلك لما أصبح يدعى اليوم في الأدبيات السياسية ب«حوار الثقافات وتواصل الحضارات». أما الرهان الثاني، فيتمثل في كون تجربة أصيلة ساهمت في انتقال الحدث الثقافي والفني من المركز إلى المحيط والأطراف بتبني مفهوم واقعي وعملي وشعبي للثقافة بعيدا عن النزعات الشعبوية، «وقد نكون، على غير وعي منا، زرعنا البذرة الفكرية لمبدإ الجهوية وعدم التمركز وسياسة القرب». ويتجلى الرهان الثالث، حسب بن عيسى، في توظيف الفعل الثقافي بمعناه الواسع، واستثماره في النهوض الثقافي والاقتصادي والاجتماعي في المدينة، موضحا أن تجربة أصيلة ساهمت في صقل مواهب أجيال من الناشئة وترقية ذوقهم بتوجيههم إلى مواطن الجمال وغرس بذور الاعتماد على الذات وتعميق الثقة في النفس مهما قلت الإمكانات المادية. يشار إلى أن مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، الذي يطفيء هذه السنة شمعته ال31، يتواصل من فاتح إلى 18 غشت الجاري بعقد مجموعة من الندوات والمحاضرات والسهرات الفنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والدبلوماسيين والفنانين والإعلاميين من مختلف البلدان. وتتواصل فعاليات الدورة الواحدة والثلاثين من مهرجان أصيلة بتنظيم ندوة «البرتغال وإفريقيا»، وهي الندوة التي تهدف- حسب ما جاء في الملف الصحافي للملتقى- إلى إبراز العلاقات التاريخية القائمة بين البرتغال والقارة الإفريقية ودور الدول الناطقة باللغة البرتغالية في إفريقيا، وكذلك التأثير الإفريقي في الثقافة والفكر البرتغاليين. وتناقش الندوة غنى وتنوع التراث الإفريقي البرتغالي كعامل لدعم سبل التفاهم والحوار بين الثقافات والحضارات، وفي هذا الإطار، تتناول الندوة محورين أساسيين، الأول يتعلق بالإبداع الثقافي والفني في الفضاء البرتغالي، والثاني يناقش الاندماج السياسي في ما بين الدول الناطقة باللغة البرتغالية. هذه الندوة يشرف عليها بيدرو بيريس، رئيس جمهورية الرأس الأخضر، وميغيل دروفوادا، رئيس صوطومي أوبرانسب السابق، ولويس أمادو، وزير الخارجية والتعاون البرتغالي وكارلوس ألبرتو توتيني، وزير الخارجية والتعاون والجاليات بساوتومي.