أفرز الجمع العام الأخير للتعاضدية العامة للموظفين غياب أية تمثيلية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في المجلس الإداري للتعاضدية، باستثناء حضور تعاضدية وزارة الاتصال ممثلة في محمد الركراكي. غياب ربطته مصادر بما أثير مؤخرا من صراعات داخلية وخارجية بين تمثيليات نقابية في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وصلت حد الاتهام المتبادل بالقرب من الإدارة. عاشت التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية منذ انتخابات ماي 2007 صراعا قويا، وترشح لها من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كل من بركاش وسميرة الأشهب كممثلين، وقد تم الطعن في هذه الانتخابات نظرا إلى ما أثير حول وقوع خروقات حامت حول بعض أعضاء المجلس الإداري السابق للتعاضدية، من خلال الشبكة الوطنية لمحاربة الفساد التي تضم عددا من الفاعلين الجمعويين وهيئة حماية المال العام وكل النقابات، باستثناء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي خرجت منها مجموعة أطلقوا على أنفسهم اسم «الكونفدراليون المناهضون للفساد» والاتحاد العام للشغالين. هذه الشبكة التي لجأت إلى كل الوسائل لمحاربة ما أسمته بالفساد المالي مما اضطر الحكومة إلى اللجوء للفصل 26 من ظهير التعاضد لسنة 1963 لحل المجلس الإداري وتعيين ثلاثة متصرفين للسهر على إعادة الانتخابات. وباعتبارها أحد مكونات التعاضدية الوطنية للموظفين، خاضت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة انتخابات، ترشح بها ستة أشخاص: مصطفى جقاق، سميرة الأشهب، عبد الغني جبار، لطيفة سبأ، عبد الحكيم كربوز، علي خلا، هؤلاء الذين خاضوا بدورهم صراعات حادة وصل مداها إلى الإعلام المغربي، مما أدى إلى استقالة لطيفة سبأ من المكتب النقابي الموحد التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أو تم «طردها» كما جاء في بلاغ لأعضائه، صراعات طرح معها العاملون بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة السؤال حول المصلحة الحقيقة في هذه الصراعات والإقالات أو الاستقالات والغياب من تمثيلية المجلس الإداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وفي تعليقه على النتائج والصراعات قال مصدر نقابي: «نحن نعاني من مشاكل كثيرة في تواصلنا مع التعاضدية العامة مع أننا كان لنا ممثل سابق لم نعرفه أو نصوت عليه قط، وفي المجلس السابق انضافت إليه صحفية أخرى لم نعرفها أو نصوت عليها»، الآن وقد فاز مصطفى جقاق بالشركة الوطنية، نتساءل عن القيمة المضافة التي سيقدمها للإذاعة والتلفزة، ونتساءل عن حقيقة الأخبار التي تحدثت عن تركه الحملة لتمثيلنا بالمجلس الإداري، وذهابه إلى أكادير للمشاركة مع جمعية الشؤون الاجتماعية بالشركة التي طالما انتقدها المكتب النقابي في بلاغاته، وبقي حلم تمثيل الشركة بالمجلس الإداري للتعاضدية العامة حلما لم يتحقق للمشتغلين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.