بعد أن نعت لي الحاج الغرفة طلعت لأستريح، بل لأنام ولو ساعة أسترجع فيها لمجاج. ما كدت أستلقي على الفراش حتى وقف على رأسي الضاوي يتصبب عرقا. قعد على الضس ليخبرني: «والمعيطي اليوم الفيجطة» سألته عن هذه الفرحة المفاجئة وفسر لي أن بريجيت صرحت له بحبها وأنها ستلتحق بنا غدا إلى ملعب الكولف في هذه الأثناء لم يكف الضاوي عن الدخول والخروج للإجابة على المكالمات حتى خاطبه الحاج: « اكعد..مالك فيك الحكة؟ « ولما خرج، توجه الحاج إلي هامسا «راني خايف عليه. سحرات ليه واحد النصرانية». وحكى لي مسلسل الزواج والطلاق الذي تورط فيه ابنه. من الواحدة إلى الأخرى ( الثالثة طلقها قبل ثلاثة أشهر)، أضاع الكثير من الوقت، ولما شعرت أنه سيطرح علي السؤال الحتمي الذي لا مفر منه، استأذنته بالتوجه إلى المرحاض. المرحاض يا سادتي عالم خاص، ولا تحسبن أنه ابتكر بمنطق وعقلية «قضي حاجة» كما هو الشأن عندنا حيث لا يزال الناس في البادية يجدون راحتهم لما يخرجون على برا.. نزلت وكان عبد الحليم قد نصب الطاولة التي توسطتها كسعة ديال كسكسو بالبلبولة. من حسن الحظ أن الحاج نهصر عبد الحليم: «فين هو الطاس؟ وجيب الصابون الله تجيك في الراس». فيما واصل الضاوي تنقلاته للرد على المكالمات، لقنني الحاج درسا في البلبولة وسيكوك وعن مزاياهم الصحية، لم يخل المشهد من كيسان الموناضا ولا من طابق الفواكه الطازج منها والأخضر. بعد حصة التكراع وتنقية الأسنان والطاس، وضعت الصينية وكانت المناسبة سانحة لكي يستعرض الحاج مجددا فضائل ماء البئر وجودة النعناع. - إياه آسي الحاج هاديك كاينة. وأكدت على الفرق بين نعناع المغرب لحرش ونعناع فرنسا مثل الحريكة. - واياك تنطق بهذه الملاحظة أمام الضاوي، فالمرأة التي وكلاتو مخ الضبع فرنساوية !!. قبل أن أنسحب لأتمدد بعض الشيء، أخبرني الحاج أننا سنذهب غدا إلى السطات للعب..فكروا معي جيدا: الكولف يا سيدي. - فايت ليك لعبت الكولف آسي المعطي؟ أجبته مازحا: - مرة واحدة تباريت مع جيمس بوند وكانت النتيجة منتظرة، هزمني ولد لحرام !! بعد أن نعت لي الحاج الغرفة طلعت لأستريح، بل لأنام ولو ساعة أسترجع فيها لمجاج. ما كدت أستلقي على الفراش حتى وقف على رأسي الضاوي يتصبب عرقا. قعد على الضس ليخبرني: «والمعيطي اليوم الفيجطة» سألته عن هذه الفرحة المفاجئة وفسر لي أن بريجيت صرحت له بحبها وأنها ستلتحق بنا غدا إلى ملعب الكولف. «هنيئا لك» وأطنبت على لفرانساويات. «تخرج معهن إلى المطعم هي تحلف وانت تحلف باش تخلص» وسألته: - وانت واش تاتبغيها؟ - والله ما عرفت !! - وعلاش فاضحنا حط - زط؟ وشرعت، وكأنني أخوه الأكبر، بدأت في إغداق النصيحة علما أن الناصح بحاجة إلى نصيحة.. - العب كبير وشد الواد آلضاوي ولا هزك الماء. - أقول لك الحقيقة آصحيبي: عطاوني الديفيدي وباغي نحرك. هذا كلام آخر، فكرت في خاطري وحضرتني في الحال أغنية كان يغنيها أحد الأشخاص، يبدو عليه أستاذ مادة ما. تحلقت من حوله كوكبة ديال المساخيط وهي تردد عليه وتضرب الرش: هاذي نصيحتي ليك واياك، خلي السيدي واقبض في الديفيدي وإلى بغيت تضربها بحركة كليهم ها لفليسات في إيدي. - هذا كلام آخر. خليني نغمض عيني نصف ساعة ونتابع الحديث، لأنه مهم، بل مهم جدا. في الحقيقة كنت سآخذ حقيبتي ونعلق اجبد، لكن التعب أخذ مني مبلغه.