يتسلم جمال الزعيم، الضابط السابق في مؤسسة الجيش، الذي أفرج عنه منتصف يوليوز الجاري، جائزة تكريم من قبل إدارة التكوين المهني. ويتوقع أن يحضر حفل تسليم هذه الجائزة، اليوم الثلاثاء في الدارالبيضاء، مدير إدارة السجون، حفيظ بنهاشم، إلى جانب مسؤولين عن المكتب الوطني للتكوين المهني. وتعد هذه أول مرة تعمد فيها إدارة التكوين المهني إلى اختيار المتألقين في المراكز التابعة لها على الصعيد الوطني من داخل سجون المملكة. واختارت هذه الإدارة معتقلين اثنين آخرين، أحدهما من السجن المركزي في القنيطرة والثاني من سجن سلا، بينما اختير جمال الزعيم من سجن بوركايز في فاس. وكان الزعيم، طيلة المدة السجنية التي قضاها متنقلا بين ما يقرب من 8 سجون في المملكة على امتداد ثمانية أعوام، قد حصل في نفس الوقت على إجازتين بميزة مستحسن، الأولى في علم الاجتماع والثانية في القانون العام. وتخصص في الإجازة الثانية في العلاقات الدولية، بينما تناول في بحث الإجازة في علم الاجتماع موضوع انتشار المخدرات في سجون المغرب. كما حصل على شهادة في التكوين المهني، شعبة الكهرباء. وفي الوقت الذي عبر فيه الضابط جمال الزعيم عن غبن أحس به نتيجة تخلي الحقوقيين المغاربة عنه وعدم التفاتهم إليه وهو يقضي عقوبته وبعد ذلك وهو يغادر أسوار المؤسسة السجنية، فإنه قرر الحضور إلى تكريم إدارة المكتب الوطني للتكوين المهني لتسلم هذه الجائزة التي ترمي إلى تشجيع السجناء على بذل المجهودات من أجل الاندماج في الحياة العامة أثناء مغادرتهم لأسوار المؤسسات السجنية، وذلك عبر تمكينهم من تكوينات مهنية تفتح أمامهم آفاق هذا الاندماج. ولتحقيق هذه الغاية، أعلن العربي بن الشيخ، المدير العام للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل، أنه تمت إضافة ما يقرب من 23 مركزا للتكوين المهني داخل المؤسسات السجنية، فيما تم الرفع من شبكة المؤسسات التكوينية إلى 265 مؤسسة. وكان الضابط جمال الزعيم، رفقة الضابط ابراهيم الجلطي، قد عمدا في سنة 2002 إلى «احتجاز» مسؤولين عسكريين في إحدى ثكنات وجدة، وذلك كوسيلة لفضح ما يسميانه انتشار الفساد في المؤسسة العسكرية. وتحدثا عن شريط وصور وتقرير يتضمن تفاصيل دقيقة عن اتهاماتهما. وكان الضابط الزعيم في تلك المرحلة لا يبلغ من العمر سوى 22 سنة. ويقول الزعيم إنهما طالبا أثناء «اعتقالهما» للمسؤولين العسكريين بلقاء مع الملك محمد السادس لتسليمه الوثائق التي تمكنا من إعدادها. لكن عملية «الاحتجاز» انتهت باعتقالهما ومحاكمتهما في المحكمة العسكرية. وقضت هذه المحكمة بالسجن 7 سنوات على الضابط ابراهيم الجلطي، وغادر السجن في يوليوز من السنة الماضية، وحكمت على الضابط جمال الزعيم ب8 سنوات نافذة، وغادر السجن منتصف شهر يوليوز الجاري. وطبقا لأرقام المكتب الوطني للتكوين المهني، فإن مراكز التكوين المهني في المغرب قد مكنت من استقبال ما يفوق 165 ألف شاب وشابة، بزيادة 16 في المائة، مقارنة مع السنة السابقة، وتحقيق رهان تكوين400 ألف مكون، كما جاء في المخطط الخماسي، للفترة الممتدة من 2002 إلى 2007. وتهدف خطة وزارة التشغيل والتكوين المهني، للفترة الممتدة من 2007 إلى 2012، إلى تزويد سوق الشغل بأكثر من 750 ألف خريج، من مختلف مؤسسات التكوين، مقابل حوالي 500 ألف خريج في الفترة الخماسية السابقة، وهي الفترة التي امتدت من 2003 إلى 2007، أي بزيادة تبلغ نسبتها 50 في المائة. ويقول هذا المكتب إن الدراسات التي أنجزها كشفت أن قطاع السياحة سيحتاج إلى نحو 82 ألف خريج، وسيتطلب قطاع النسيج والألبسة تكوين 85 ألف خريج، فيما تقدر حاجيات تكنولوجيات الإعلام والتواصل ب 63 ألف تقني متخصص، أما الفلاحة فستحتاج إلى تكوين 60 ألفا، في حين تحتاج الصناعة التقليدية إلى تكوين 51 ألفا، وينتظر أن يشغل الصيد البحري 6.765 خريجا، ويرتقب أن يستوعب العمل الاجتماعي أربعة آلاف عامل اجتماعي، لتأطير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.