تخلى المكتب الوطني للتكوين المهني عن الضابط السابق جمال الزعيم، الذي تقرر تكريمه في حفل خصصه هذا المكتب بالدار البيضاء أول أمس الثلاثاء لتوزيع الجوائز على عدد من المتفوقين في مراكز التكوين المهني بالمغرب، وضمنها مراكز بثلاثة سجون في المملكة. ومنع الزعيم الذي قضى 8 سنوات سجنا بتهمة احتجاز عسكريين في إحدى ثكنات وجدة من دخول مقر المكتب الذي احتضن هذا الحفل بمبرر وجود تعليمات عليا. ورفض المكلفون بالحراسة مده بأي معلومات إضافية حول هذا المنع الذي جاء بعد أن تلقى دعوة من إدارة هذا المكتب وبعد أن حظي يوم الاثنين في نفس المقر باستقبال وصف بالحار من قبل مسؤولين من هذه الإدارة ووعدوه بمنحه جائزة التفوق مرفوقة بمبلغ مالي حددوه له في 3000 درهم. ومنح الزعيم الذي غادر السجن منتصف يوليوز الحالي بذلة «تليق بالمقام» وحجزت له إدارة المكتب غرفة في أحد الفنادق المجاورة. ودفع هذا الوضع بالضابط السابق جمال الزعيم إلى نزع هذه البذلة الممنوحة له في الشارع العام، وعمد مصورون إلى التقاط صور له وهو يتعرى أمام الملأ، لكن حراس المكان انقضوا على هؤلاء المصورين وعمدوا إلى مسح هذه الصور مخافة أن تنشر في الصحافة. وقال الزعيم ل«المساء»، وهو يسرد تفاصيل هذه الحكاية، إن إدارة المكتب الوطني للتكوين المهني كانت قد ألحت عليه من أجل حضور هذا الحفل، وطلبت من مدير مركز التكوين بسجن بوركايز، وهو السجن الذي قضى فيه هذا الضابط ما يقرب من 4 سنوات، أن يتكلف بنقله لحضور الحفل. لكنه فوجئ بتخلي مدير المركز عن نقله في آخر لحظة بعد أن أخبره هاتفيا بأنه أمد الصحافة بمعطيات حول الحفل. ولو سمح لهذا الضابط السابق، الذي تحدث عما وصفه بانتشار الفساد داخل مؤسسة الجيش قبل أن يعتقل مع رفيقه في نفس الثكنة الضابط ابراهيم الجلطي في سنة 2002، فإن الوزير الأول الاستقلالي عباس الفاسي، هو من كان سيسلمه شهادة الاعتراف بعدما تمكن من الحصول وهو في السجن على إجازة في القانون العام وأخرى في علم الاجتماع وشهادة في التكوين المهني تخصص كهرباء. الفاسي أكد في كلمة له بنفس المناسبة على أن المخطط الخماسي الجديد الذي وضعه المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل يرمي إلى تكوين 650 ألف خريج في أفق سنة 2012 و2013. وقال الوزير الأول إن مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل يعتبر أداة أساسية للسياسة العمومية في مجال التكوين المهني، وقد قطع منذ إحداثه سنة 1974 أشواطا هاما على درب تحقيق الأهداف المرسومة له، سواء على مستوى توسيع الطاقة الاستيعابية وتنويع الخدمات أو على مستوى تحسين جودة التكوين وتلبية الحاجات المتجددة لمختلف فروع النسيج الإنتاجي، مبرزا الدور المتميز الذي يضطلع به المكتب في مجالات أخرى ذات أهمية كالتشغيل الذاتي من خلال برنامج «مقاولتي» ومنهجية الحوار والتشاور التي يسنها في علاقاته مع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين وحضوره المنتج في علاقات التعاون التقني بين المغرب والعديد من الدول. أما العربي بن الشيخ، المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل فقد سجل تضاعف أعداد المتدربين أربع مرات، موردا بأن المكتب الذي يديره تمكن من تكوين 400 ألف شاب وشابة في الفترة من 2002 إلى 2008. وأشرف الوزير الأول على تسليم جوائز الاعتراف لشركاء مكتب التكوين المهني لإنعاش الشغل من جمعيات مهنية وفاعلين اجتماعيين وجمعويين ولأطر ومستخدمين بالمكتب وجوائز للمتفوقين من خريجي معاهد التكوين المهني على المستوى الوطني خلال سنة 2008-2009.