تسبب خلاف شخصي بين وزيرة الشباب والرياضة، نوال المتوكل، ورئيس الهيئة الوطنية للتخييم، في إلغاء مخيم عين السبع من قائمة المخيمات التي تمت برمجتها، حتى ليلة الثلاثاء الماضي، في إطار الزيارة التفقدية التواصلية التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة تحت شعار «التربية على المواطنة رهان التنمية»، أول أمس الأربعاء، بشراكة مع مجموعة من الجهات الفاعلة، حسب مصدر مطلع. وأعرب محمد القرطيطي، الأمين العام للهيئة الوطنية للتخييم، عن استيائه من إلغاء زيارة مخيم عين السبع، ووصف قرار الإلغاء ب»الإجراء غير التربوي» وهو ما دفعه إلى مقاطعة باقي مراحل الزيارة ابتداء من محطة الاستقبال ببوزنيقة، حيث «أحسسنا بالتذمر لأن أطفال مخيم عين السبع استعدوا لاستقبال القافلة، قلت إن الأمر غير تربوي لأنه يتعلق بالأطفال». ونفى القرطيطي علمه بسبب إلغاء زيارة القافلة للمخيم في آخر لحظة من البرنامج. وانطلقت القافلة من مدينة الرباط في اتجاه مجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، حيث تم استقبال الوفد من طرف نوال المتوكل ونزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن. وتهدف هذه القافلة التي ضمت ثلة من الفنانين والرياضيين، في حين سجل غياب للبرلمانيين والكتاب والأدباء، كما غابت عنها مجموعة من الوجوه البارزة في المجال الرياضي والسينمائي التي كان منتظرا أن ترافق القافلة، كما عزز الوفد بعدد كبير من موظفي ديوان وزارة الشباب والرياضة، حسب نوال المتوكل إلى تعرف الوفد على مختلف الأنشطة المقدمة للطفولة المغربية وإطلاعه على مستجدات برنامج الاصطياف. وأكد مصدر مطلع أن إلغاء الزيارة التي كانت مرتقبة لمخيم عين السبع كان أيضا بسبب عدم استدعاء رؤساء الجمعيات الوطنية والفاعلين في قطاع التخييم)موظفون سابقون، أطر الجمعيات التي ساهمت في تأسيس القطاع(. وفي الوقت الذي اعتبرت فيه المتوكل، في تصريحات سابقة لها، أن تغييرات جذرية أحدثت بمجموعة من المخيمات الوطنية، سجل عدد من المشاركين في الزيارة ضعف بعض المراكز التخييمية، مثل سيدي رحال وطماريس، وقالوا إنه «لا يمكن مشاطرة الوزيرة في ما قالت إنه تغيير جذري»، واعتبروا أن الأمر يتعلق بترميمات وصيانة عادية همت مرافق المخيمات، واعتبروا التغيير الوحيد الملموس يوجد بمخيم الحوزية. وفي هذا السياق أكد محمد أجاكا اللاعب السابق لفريق الرجاء البيضاوي أن هناك « تغييرا بالفعل، لكنه ليس تغييرا جذريا، وليس هناك فرق كبير ما بين مخيمات اليوم والأمس». وأبرزت المتوكل أن الوزارة أخذت على عاتقها إضفاء حلة جديدة على مراكز التخييم، مشيرة إلى إعطاء مجال أوسع للجمعيات العاملة في مجال التخييم للاهتمام بشكل أكبر بجانبي التأطير والترفيه، مع إشراك المتعهدين ذوي الكفاءات في مجال تقديم الوجبات الغذائية، وهو ما اعتبره مصدر جمعوي «لم يشكل إضافة نوعية إلى قطاع التخييم»، على اعتبار أن المتعهدين لا يفقهون الكثير عن قطاع التخييم، وأنه تتم الاستعانة بيد عاملة تتحدر من المناطق المجاورة للمخيمات وهم أيضا مازالوا في مرحلة الطفولة ولا تتوفر فيهم الكفاءة لرعاية الأطفال، كما يتم توظيفهم بأثمنة زهيدة. وأضاف المصدر الجمعوي نفسه أن الطريقة التي يعمل بها المتعهدون هي نفسها التي تعمل بها الجمعيات، خاصة أن المتعهدين لا يتوفرون على الوسائل اللوجيستيكية والمادية والبشرية».