أكد الوزير الأول السيد عباس الفاسي،يوم الخميس بالصخيرات، ضرورة «رصد الواقع الحالي للمخيمات وتشخيصه بدقة لمعرفة مواطن ضعفه ومكامن قوته». وأوضح السيد الفاسي، في كلمة وزعت خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المنتدى الوطني للتخييم الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة تحت شعار «أية استراتيجية وطنية في أفق2020 »،أن الاستراتيجية الوطنية للتخييم المزمع إعدادها يتعين أن تضع ضمن أولوياتها, «توفير إطار قانوني تندرج فيه مختلف الآليات المتعلقة بالحكامة والاحترافية في التدبير والتسيير سواء بالنسبة للجمعيات أوالمؤسسات». وأضاف أنه ينبغي في هذا الإطار «مراجعة مناهج وبرامج التكوين وفق ضوابط تنظيمية محكمة، واعتماد الجهوية في العمل التربوي، إضافة إلى آليات المراقبة والتقييم وتحديد دور كل متدخل في هذا المجال». كما أشار إلى أن من أولويات هذه الاستراتيجية الوطنية «تحديث الشبكة الحالية لمراكز التخييم والاصطياف, من خلال توسيع وتطوير المتواجد منها حاليا للرقي بها إلى مستوى المواصفات التي توجد عليها مؤسسات من هذا النوع في الدول المتقدمة». ودعا الوزير الأول أيضا إلى جعل مجال التخييم ضمن الاهتمامات اليومية للقطاعات الحكومية المعنية، وذلك لتوفير الوعاء العقاري الكافي ومصادر التمويل. من جهة أخرى، قال السيد عباس الفاسي إن المخيمات تمثل إلى جانب مناهج التعليم والدراسة في مرحلة الطفولة وسيلة لترسيخ الوعي بالحقوق والواجبات لدى الطفل وتقديره للمسؤولية, وإذكاء روح الانتماء للوطن». وأكد السيد الفاسي، أن «أوضاع طفولتنا اليوم تبعث على الانشغال، وذلك باتساع المؤثرات الخارجية في تربية الطفل من قنوات فضائية وألعاب إلكترونية وقنوات تواصل أخرى مثل الانترنيت، التي إن كانت لها ايجابيات متعددة، فلها كذلك جوانب قد تدفع الطفل إلى البعد عن الحياة الجماعية». من جهتها، أكدت السيدة نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة, في كلمة بالمناسبة، على أهمية هذا المنتدى التي تتجلى في العمل على تدارس كل الجوانب المرتبطة بتدبير وتسيير فضاءات التخييم، والخروج بمخططات عمل مدققة في الزمان والمكان من شأنها أن تساهم في تطوير وتحسين أدائها وتوسيع شبكتها وتعميم خدماتها لتشمل كل أطفال وشباب المغرب. وأوضحت السيدة المتوكل أن تنظيم هذا المنتدى يعبر عن وعي الوزارة بأن أنشطة التخييم تشكل لبنة أساسية في تكوين المواطن المغربي ودعامة أساسية للمنظومة التربوية، مبرزة أنه «يشكل محطة لتجسيد الإرادة التي تحدونا للنهوض بقطاع التخييم, وترجمتها من خلال إعداد استراتيجية وطنية مندمجة وشمولية للمخيمات بالمغرب». وفي هذا السياق، أوضحت أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى الرفع من عدد المستفيدين من برامج التخييم، مؤكدة أن تحقيق هذا الهدف يمر عبر مشاركة الجميع وتضافر الجهود لفائدة دعم النظام التربوي وتحصينه ليؤدي وظيفته في إدماج الأجيال وتأهيلها. من جانب آخر، شهدت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى، توقيع اتفاقيتي إطار للشراكة، وتهم الأولى التي وقعتها السيدة نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة والسيد نجيب كديرة المدير العام لوكالة التنمية الاجتماعية، «إنعاش عملية القرب في مجالات الأنشطة الشبابية والرياضية وتكوين الأطر»، أما الاتفاقية الثانية التي وقعتها السيدة المتوكل والمدير العام لوكالة تنمية وإنعاش أقاليم وعمالات الجهة الشرقية السيد محمد المباركي, فتهم «تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للرياضة والشباب».