كثفت مصالح الأمن بالرباط تحرياتها من أجل ضبط زعيم شبكة الكوكايين الإفريقية وباقي أفراد هذه العصابة الذين تم اعتقال عنصرين منهم خلال الأسبوع الماضي وبحوزتهما 50 غراما من الكوكايين النقي. ويتركز البحث الذي تباشره الفرقة الولائية للشرطة القضائية على الطريقة التي يتم بها إدخال الكوكايين إلى المغرب، وكذا على زعيم الشبكة التي أكدت مصادر «المساء» أنه من جنسية نيجيرية، ويركز نشاطه بمدن الدارالبيضاء والرباط والقنيطرة، كما أن له ارتباطات بشبكات دولية. مصادر مطلعة أفادت بأن نوعية الكمية المحجوزة تؤكد أن هذه الشبكة كانت تعمل بشكل منظم بعدد من المدن المغربية، بعدما نجحت في فرض وجودها ضمن لائحة الشبكات المختصة في ترويج المخدرات القوية. كما أفادت نفس المصادر بأن عددا من المهاجرين السريين الأفارقة المقيمين بالرباط انخرطوا في شبكات لترويج المخدرات القوية، بعدما حلوا بالمغرب على أساس الهجرة نحو أوربا، وهو ما جعل علامات الثراء الفاحش تظهر عليهم من خلال سياقتهم لسيارات رباعية الدفع، والسهر يوميا في المراقص الليلية. ذات المصادر أكدت أن هذه الشبكة كانت تركز نشاطها في المعاهد الخاصة والكليات الموجودة بالرباط، وتستقطب المزيد من الزبناء من الطبقة الثرية بالعلب والنوادي الليلية التي أصبح بعضها حكرا على الأفارقة. وتحولت بعض الأحياء الشعبية بالرباط إلى مناطق نفوذ خاضعة للعشرات من المهاجرين الذين يتنقلون بسيارات فاخرة يتم تأجيرها، مثل حي مشروع دوار الكورة، حيث قامت بعض الأسر المغربية بإخلاء شققها لصالح هؤلاء المهاجرين مقابل سومة كرائية تصل إلى 3000 درهم وانتقلت للسكن في أحياء أخرى أو في مدينة سلا. مصادر مطلعة أكدت علاقة عدد من المهاجرين القاطنين بالحي بشبكات الهجرة السرية والبغاء، والنصب عن طريق الدولارات السوداء، إضافة إلى ترويج المخدرات القوية، إذ إن البعض منهم يرتدي كما عاينت «المساء» ملابس من ماركات عالمية، ويلبس حليا ذهبية ثقيلة الوزن، وهو ما يتناقض مع وضعهم كمهاجرين سريين. سكان دوار الكورة الذين وجدوا أنفسهم أقلية مهمشة وسط هؤلاء المهاجرين، عمدوا إلى رفع عدد من الشكايات إلى السلطة للتدخل أمام التصرفات المزعجة التي يقوم بها بعض القاطنين من الأفارقة.