فاز العشرات من المغاربة خلال الأسبوع الماضي بمبالغ مالية تتراوح قيمتها ما بين 50 و100 ألف دولار،وتوصلوا برسائل عبر هواتفهم النقالة تتضمن رقم الصك، وقيمة المبلغ مع دعوة للاتصال من أجل استلام الجائزة. الرسائل عبارة عن عملية نصب دولية واسعة النطاق جعلت العشرات من المواطنين يفقدون رصيد هواتفهم دون الحصول على أي سنتيم، بعد الاتصال بالرقم المتضمن بالرسالة، والذي تبين بعد البحث الذي قامت به «المساء» أن مصدره دولة بلغاريا. كما تبين أن عملية النصب طالت الآلاف بعدد من الدول العربية بعد توصلهم برسالة قصيرة مكتوبة باللغة العربية، تقول «مبروك لقد ربحت صكا قيمته 50 أو 100 ألف دولار اتصل بالرقم التالي من أجل استلام المبلغ». عدد من المواطنين قاموا بالاتصال بالرقم حيث استقبلهم في البداية مجيب صوتي يدعوهم للانتظار، قبل أن يستمعوا لصوت نسائي غير واضح يطلب منهم معاودة الاتصال لأن الخطوط مشغولة، أو الإدلاء بمجموعة من البيانات بشكل يهدف إلى جعل المكالمة تطول أكبر مدة، وهو ما جعل البعض يفقد مبالغ تراوحت ما بين 150 و 200 درهم في محاولة للحصول على الدولارات الموعودة. قيمة المكالمة تحتسب وفق تسعيرة الخطوط التجارية، وهو ما يؤكد أن عملية النصب هذه درت على أصحابها أرباحا بالملايين، بعد أن تمكنوا من إرسال مئات الآلاف من الرسائل الهاتفية، ونجحوا في جعل بعض الحالمين بالثروة تنطلي عليهم هذه الحيلة، في حين قام آخرون بالاتصال على سبيل التجربة ليقعوا بدورهم في الفخ. عدد من الضحايا تساءلوا عن الطريقة التي حصل بها هؤلاء المحتالون على أرقام هواتفهم النقالة، في ظل وجود قانون حماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي، الذي ينص على مجموعة من العقوبات الحبسية والغرامات المالية في حالة استعمال بيانات شخصية دون موافقة ،خاصة أن الرمز الهاتفي الذي يجب الاتصال به يعود إلى إحدى المدن الموجودة في دولة بلغاريا، والرسائل تصل دون تحديد المصدر.