تتواصل حملة «النصب» على العديد من الشباب المغاربة العاطلين من قبل بعض المكونين في مجال تقنيات مراكز النداء، إذ يتم استغلال حاجتهم للشغل وتتم مطالبتهم بأداء مبلغ مادي مقابل تكوين في المجال مقترن بوعد بالعمل، لكن بعد انتهاء فترة التكوين يجدون أنفسهم دون عمل ويختفي الذين سهروا على تكوينهم سواء ببعض المدارس الخاصة أو ببعض مراكز النداء. وحذر هؤلاء الشباب، في رسائل خاصة توصلت «المساء» بها، باقي المعطلين من هذه الفئة التي تدعي توفير فرص عمل بهذه المراكز، حتى لا يتم استغلال حاجتهم للعمل. واتهم بعض الشباب أحد الفرنسيين بالنصب والاحتيال واستغلال حاجتهم للعمل بعدما أوهمهم بتوفير فرص عمل بمراكز النداء بعد تلقيهم تكوينا مقابل مبلغ مالي قدره 1700 درهم. وأوضح خالد، أحد الضحايا، أنه اطلع على إعلان عن فرصة عمل بمركز النداء بأحد المواقع المتخصصة في الإعلان عن الوظائف، وبعد العديد من الإجراءات وجد نفسه إلى جانب ما يقارب عشرين شابا ضحية أحد الفرنسيين. وبدأت قصة خالد، كما رواها ل«المساء» مع زملائه عندما أوهمهم الفرنسي بأنه يقوم بوساطة بين الشباب العاطل والعديد من مراكز النداء وطلب منهم التسجيل لاجتياز دورة للتكوين مقابل مبلغ 1700 درهم وبعد الانتهاء منها تم إلحاقهم بأحد مراكز النداء ليتم طردهم بعدها وليختفي الفرنسي. وأكد المتحدث نفسه أن الفرنسي يغير بين الفينة والأخرى عنوانه، كما أنه يتنقل بين المدارس الخاصة ليحصد المزيد من الضحايا دون رخصة تذكر، حسب تعبيره. قصة أخرى مماثلة، توضحها رسالة توصلت بها «المساء» من مجموعة من الشباب، وعددهم تسعة، يوضحون فيها أنهم اطلعوا على إعلان للتشغيل بمراكز للنداء، وبعثوا بسيرهم الذاتية على بريد إلكتروني، فتوصلوا برسالة نصية عبر الهاتف النقال مفادها أنه تم قبولهم للعمل وطلب منهم الحضور إلى عنوان المركز، وبعد التحاقهم وجدوا المركز تعمل به مجموعة من الأفارقة. وأضافت الرسالة أنه تم استقبالهم من قبل شخص يدعى نجيب فأخبرهم بأنهم سيتلقون تكوينا قبل الشروع في العمل، ليخبرهم أن التكوين غير مجاني ليطلب منهم دفع مبلغ 1000 درهم، إضافة إلى 200 درهم رسوما للتسجيل، مقدما لهم وعدا بالعمل بعد انتهاء التكوين. وبعد انتهاء التكوين الذي استمر 15 يوما، وتقديم وعد بالشروع في العمل يوم 4 يناير الجاري وجد الشباب أنفسهم دون عمل ولم يجدوا الشخص الذي قدم لهم وعودا بالعمل، حسب نص رسالتهم، وأصبح الشباب يترددون على المركز دون عمل لتقدم لهم مديرة المركز وعدا بإتمام التكوين لا غير. وللإشارة فالمكون هو مغربي يحمل الجنسية الفرنسية، وصاحب المركز مغربي مهاجر ببلجيكا. يذكر أن «المساء» اتصلت بهواتف المكونين الذين قاموا ب«النصب» على الشباب» لكن هواتفهم كانت مغلقة.