حملقت في العلب. فتحتها الواحدة بعد الأخرى قبل أن تستسلم لقهقة عالية وصاخبة والدموع تسيل على خدها. انتابتني الحيرة فيما تحلق من حولنا النساء والرجال لاستفسارها عن سبب نوبة الضحك هذه آودي تساهل أكثر....أخرج سيجارا يقيس خمسين ميترو.. نفث أنفاسا متلاحقة، قبل أن يلتفت إلي لتقديم اعتذارات حقيقية. وقص علي المشاكل التي يعيشها مع زوجته «كنت أتشاجر معها في الهاتف لما وأعت ( وقعت) الحادثة، بعدما اكتشفت أنني كنخونها. بيني وبينك خفت وشفت راسي في الحبس لما سأطت ( سقطت) على الأرض» الحمد لله، كل شيء انتهى بخير. وضع النادل في حركات رشيقة المشروبات ولحلاوي وكانت تسبح وسط كل كأس عصير مصاصة، وضعتها جانبا فيما رشف رضا بن شقرون بتلاحق جرعات قبل أن يغرس الشوكة في الحلوى ( يبدو أنها ميلفاي والله أعلم)، ليأخذ طريف ويرجع لشرب السيجار الذي نوض الدخاخن في المكان. - سي المعطي، كنت السبب لي في مراجعة جذرية للنفس. وأريد أن تكون صديئي ( صديقي). - احنا أصدقاء في الإسلام آسي رضا... - أتكلم عن صديء ديال لمعؤول ( المعقول) أضع فيه ثأتي (ثقتي....) على إثر هذا الطلب، فسرت له أنني إنسان ضعيف الحال وسليل وسط تضرب جذوره في تربة لعروبية... - ولا يهم...أجابني قبل أن ننفض المجمع، دفع لي بظرف خمنت أنه يحتوي على الحبة. هو يحلف وأنا نحلف إلى أن دسه في الجيب الداخلي لمعطفي. ولترطيب الجو أشرت عليه بهذه المزحة: «ياك ما كاين شي حاجة ماشي حتى لتما في هاذ لبرية؟». ترك لي رقم الهاتف النقال والعنوان الإلكتروني (آش غادي ندير به؟)، وبقينا على اتصال لا أقول دائم ومستمر، بل متواصل. قدمني مرة إلى العائلة، الموجود منهم في البيت لأن ابنا له وبنتا يدرسان في الخارج. بقدر ما أبدى هو طلاقة وصراحة تجاهي، بقدر ما عاملني الباقي وبخاصة زوجته بازدراء. لكن ما أن عرف العربي الشيفور أنني بدوري سائق لدى أحد العائلات، حتى عبس وبدأ يكمكم. مسكين خاف على رزقو وهذا شيء طبيعي. تصفحت الدعوة جيدا وأنا أفكر في الهدية. بحسب الاسم، نيكو، هو مائة في المائة طفل، وإن كانت طفلة لسموها نيكا. اشتريت من قيصارية القامرة ملابس داخلية، رياكات، حذاء، لعب بلاستيك شينوية. لما وصلت الفيلا، كانت زنقة معركة وادي المخازن عامرة بسيارات تعيط يا ليل. سرسرت وفتحت لي الباب عيشة، الخدامة. تقدمت في اتجاه الحديقة وكان جوق الآلة عاطيها لجران ...من حولي آش من روايح هاذي، ها شانيل، ها جيفانشي..آش من دجينز، آش من قوامج ....وبين الفينة والأخرى كانت سدادات الشامبانيا تقفز إلى السماء...آش من كشكوشة الله ينعل الزلط... Eh bonjour mon ami... . فاتحا يديه تقدم رضا بنشقرون نحوي، تعانقنا فيما قدم لي ابنته كنزة وهي طالبة في باريس. كانت تتأبط كلبا أدهم ومزغب بلا قياس. لما تقدمت زوجته، ناولتها الهدايا : «الله يرحم الوالدين آشريفة: قدم تهاني الحارة لنيكو...» حملقت في العلب. فتحتها الواحدة بعد الأخرى قبل أن تستسلم لقهقة عالية وصاخبة والدموع تسيل على خدها. انتابتني الحيرة فيما تحلق من حولنا النساء والرجال لاستفسارها عن سبب نوبة الضحك هذه. أشارت لي بهذا التعليق: المعطي، صديق رضا تايتصحابو نيكو دري...اشرا ليه رياكات، والسباط...» وتعالوا تشوفو الضحك يا أحبتي. تبهديلة. شي تقج، شي رد الشامبانيا. أما رضا فبعد أن ضحك بسخاء، عانقني وفسر لي أن نيكو ما هو إلا كلب كنزة !!! امك يا امك. آش تدير ياسيدي: تضحك، تضرب راسك مع الحايط،، تنقز من السطح؟ طفرناها !! مغربنا وطننا. ولينا نحتفل بأعياد ميلاد الكلاب. ولمحو العار، وفي حدود الحادية عشرة ليلا سليت بالخف. لبست الكاسك ودفعت الموبيليت في اتجاه بدا لي أنه القامرة، قبل أن أطلق حلقي للعلالي مغنيا: «نيكو يا نيكو سال على بضاض. يا هياوين» فجأة سمعت صفارة إنذار . تجاوزني دركيان على دراجتهما النارية وهما يشيران إلي بالتوقف. أوقفت الموبيليت على حافة الطريق. توجه دركي صوبي بخطى ثقيلة. لا كاردافو ولا السلام عليكم. « أرا لوراق». أخرجت من جيبي الداخلي الوثائق اللازمة. - عرفت راسك فين أنت؟ . - أنا غادي للقامرة - أنت في حي السفراء وغادي تغني كلام قلة لعراض؟ وقفت ستافيت نزل منها بوليسي تقدم في اتجاهي وفي يده ما يشبه النفاخة . « انفخ هنا». أخذ النفاخة إلى داخل الستافيت قبل أن أن يرجع ليخبر الجدارمية: «مبلط طلع ليه لانكول في الراس». أشار لي جدارمي في اتجاه الستافيت: «يا الله آسي المعطي تفضل، اطلع». وأنا جالس على منصة من حديد داخل الستافيت، وجدتني أردد في خاطري «سنة حلوة يا نيكو... !! » قضيت الليلة في الكوميسارية ولولا تدخل صديقي بن شقرون لأرسلت مرة أخرى إلى.. اغبيلة ...