قالت المنظمة العالمية للسياحة إن أداء السياحة المغربية كان هو الأفضل في منطقة شمال إفريقيا خلال الأربعة أشهر الأولى من 2009، رغم التراجع العام في النشاط السياحي على الصعيد العالمي، ومنه السوق المغربية، وأوضحت المنظمة في البارومتر الذي تصدره بشكل دوري حول تطور السياحة العالمية أن المغرب وبعض الدول الإفريقية والأسيوية والأمريكية اللاتينية شهدت خلال الفترة الماضية بعض المؤشرات المشجعة في الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري. وفي تحليله لأسباب هذه المؤشرات الإيجابية، تقول المنظمة في بارومتر شهر يونيو الماضي إن السياحة المغربية سجلت نموا بنسبة 10 % بين يناير وأبريل، مع ارتفاع في عدد السياح الأجانب القادمين من أوربا في أبريل بنسبة 24 %، بفضل تعزيز المغرب لموقعه كوجهة رئيسية للأوربيين لقضاء عطلة قصيرة من خلال مخططه لتطوير المحطات السياحية، وجاذبية الأسعار بالمغرب التي تبقى منخفضة مقارنة بالوجهات السياحية في أوربا، كما أن الحكومة المغربية تدعم بقوة القطاع السياحي، وتجلى ذلك من خلال ضخها لأزيد من 37 مليون دولار للترويج السياحي ولجذب المزيد من شركات الطيران إلى المغرب. فقد عرف عدد السياح الأجانب الذين تدفقوا على النقط الحدودية بالمغرب خلال الربع الأول من 2009 ارتفاعا بنسبة 9,8 % مقارنة بالمرحلة نفسها من 2008، مع تسجيل شهر مارس نتيجة سلبية دون باقي الأشهر، بناقص 0,5 %، في حين عرف شهر أبريل أعلى نسبة نمو للمؤشر المذكور ب 23,9 %. إلا أن هذا الارتفاع لم ينعكس على حجم عائدات قطاع السياحة، بل تراجعت هذه المداخيل في الربع الأول بنسبة 18 %، مع تسجيل شهر فبراير أكبر نسبة تراجع ب 24,3%، في حين انخفضت وتيرة الانخفاض في الشهرين المواليين ليستقر في أبريل الماضي في حدود ناقص 12,3 %. وأشار البارومتر إلى أن الاتجاه السلبي للسياحة العالمية الذي سجل في النصف الثاني من 2008 تأكد في الشهور الأولى للسنة الجارية، فقد تراجع حجم الأسفار في العالم خلال الأشهر الأربعة الأولى لسنة 2009 بنسبة 8 % ويتوقع أن يستمر هذا التراجع إلى متم شهر يونيو الماضي. من جانب آخر، وبخصوص توقعات المنظمة العالمية للسياحة، التي يوجد مقرها بإسبانيا، يرى خبراء الصناعة السياحية أن أداء منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط سيكون أفضل من مناطق أخرى من العالم خلال الفترة الممتدة من ماي إلى غشت المقبل، ولكن تبقى بعض الشكوك المتعلقة بتأثير شهر رمضان الذي سيحل في 20 غشت على القطاع في اتجاه الانخفاض من حيث الطلب السياحي. يشار إلى أن عدد السياح في العالم انخفض في الربع الأول من سنة 2009، من 269 مليون سائح المسجلة العام الماضي إلى 247 مليونا السنة الحالية، ويعزى هذا التراجع إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، إضافة إلى التخوف من السفر إلى العديد من البلدان في الشهور الأخيرة نتيجة انتشار وباء أنفلونزا الخنازير.