أوقفت روسيا هذا الشهر نشاط الملاهي الليلية وكازينوهات القمار، وقصرت ممارسة هذا النشاط على أربع مناطق فقط في البلاد هي بريموريا والتاي وكالينينغراد ورستوف. وكان البرلمان الروسي أقر القانون المتعلق بهذه الخطوة في أكتوبر 2007 وصادق عليه الرئيس السابق فلاديمير بوتين، وأعطيت مهلة لأصحاب الملاهي الليلية حتى الثلاثين من يونيو 2009 لإنهاء أعمالهم أو تحويلها إلى نشاط آخر. ورفضت الحكومة الروسية المطالب المتكررة لأصحاب الملاهي بإعطائهم مهلة إضافية حتى عام 2012. ويرى عمدة موسكو يوري لوجكوف، الذي حارب طويلا لإخراج الملاهي الليلية وصالات القمار من العاصمة الروسية، أن هذه الخطوة هامة للغاية «لتخليص روسيا من نشاط غير أخلاقي بالرغم من أن الحكومة ستفقد ملايين الدولارات كانت تحصل عليها كضرائب من الملاهي الليلية». ويقول لوجكوف إن الأموال التي كانت تستخدم في صالات القمار ينبغي أن تستخدم الآن في أنشطة اقتصادية أخرى نافعة للبلاد والمواطنين. وتؤكد تقارير إعلامية روسية أن صالات القمار في روسيا كانت تتعامل سنويا في مبالغ مالية كبيرة يتراوح حجمها بين ستة مليارات وعشرين مليار دولار. ولكن أصحاب الملاهي الليلية في روسيا وإن خضعوا لتنفيذ القانون، يشيرون إلى المصير البائس الذي ينتظر آلاف العاملين في الكازينوهات وصالات القمار. فهؤلاء، حسب تأكيدات أصحاب الملاهي، سيعانون من البطالة، وخاصة أن روسيا تمر بأزمة اقتصادية ستستمر ثلاث سنوات وفقا لتقديرات الحكومة الروسية نفسها. ويرى مراقبون روس أن قرار إغلاق الملاهي الليلية وصالات القمار لن يعني القضاء عليها تماما، ويحذرون من لجوء البعض إلى ممارسة هذا النشاط في شقق خاصة بعيدا عن أعين رجال الشرطة. كما يحذر البعض الآخر من انتقال رؤوس الأموال التي كانت تستخدم في صالات القمار إلى البلدان المجاورة بعد أن أعلن بعض أصحاب الملاهي في بيلاروسيا عن ترحيبهم بعشاق الكازينوهات ولعب القمار. وتقول تقارير صحفية روسية إن المناطق الأربع التي حددتها الحكومة الروسية لنشاط الملاهي الليلية غير جاهزة حاليا، ومن غير المنتظر أن تجذب المستثمرين لتشييدها. أما المواطنون الروس فقد رحبوا بقرار إغلاق الكازينوهات وأماكن لعب القمار، معتبرين أن هذه الخطوة هامة. وشاركت الكنيسة الروسية المواطنين الروس في هذا الترحيب أيضا، معتبرة القرار مرحلة ضرورية ذات بعد أخلاقي. وتقدر بعض المصادر الروسية عدد المترددين على صالات القمار في روسيا بسبعة ملايين مقامر .