يتولى ديمتري مدفيديف البالغ من العمر 42 سنة مهامه رسميا في غدا السابع من مايو ليصبح ثالث رئيس روسي بعد بوريس يلتسين الذي دفن الاتحاد السوفياتي، وفلاديمير بوتين الذي سيحتفظ بجزء من نفوذه بتوليه منصب رئيس الوزراء. وستعم روسيا في هذه المناسبة احتفالات كبيرة لثلاثة ايام، تبدأ بمراسم التنصيب في الكرملين واداء اليمين وتنتهي بعرض عسكري كبير يشبه عروض العهد السوفياتي في التاسع من مايو في الساحة الحمراء بحضور مدفيديف وبوتين. وفاز ديمتري مدفيديف المقرب من الرئيس بوتين والذي كان نائبا اول لرئيس الوزراء مكلفا عدة برامج خاصة في البلاد من بينها الصحة والسكن والتعليم، بنحو 70 في المائة من الاصوات في الثاني من مارس في اقتراع. واختار غالبية الروس الذين نعموا بالاستقرار خلال السنوات الاخيرة بعد عهد بوريس يلتسين (1991/1999) الذي تخللته ازمات اقتصادية واصلاحات افتقرت الى الشعبية، الاستمرارية مع نهاية حملة انتخابية كانت باكملها لمصلحة مرشح الكرملين. وبرز ديمتري مدفيديف الذي درس القانون ثم اصبح من كبار موظفي الكرملين، كمساعد لبوتين عندما عين نائبا لرئيس الوزراء في 2005 قبل ان يباركه فلاديمير بوتين في العاشر من ديسمبر 2007 ليكون خليفته. ولم يعلن خلال حملته الانتخابية اي برنامج سوى الولاء لفلاديمير بوتين ومواصلة سياسته التي اتسمت بنمو كبير يتراوح بين 7 و8 في المائة بفضل العائدات النفطية والغاز. ووعد فلاديمير بوتين الذي لا يسمح له الدستور بالترشح لثلاث ولايات رئاسية متتالية، بعد ثماني سنوات امضاها في السلطة (2008/2000) بان يتولى منصب رئيس الوزراء. وفي الخامس عشر من ابريل عين بوتين ايضا رئيسا للحزب الموالي للكرملين روسيا الموحدة وهو اداة للسلطة يشبه ما كان عليه الحزب الشيوعي السوفياتي. ويتوقع عدد من المراقبين ان يعود بوتين الى الكرملين في 2012 موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويشكل الرجلان على رأس السلطة ثنائيا لا سابق له. وهما يثيران تساؤلات المراقبين الذين يشككون في قدرة مدفيديف على ان يكون رئيسا فعليا لروسيا بينما احتفظ فلاديمير بوتين بنفوذه ويلقى دعم الصقور المنبثقين عن الجيش والاستخبارات السوفياتية السابقة كي جي بي. وستكون اول خطوة يقوم بها مدفيديف كرئيس دعوة فلاديمير بوتين الى البقاء الى جانبه كرئيس للوزراء. واعلن رئيس مجلس النواب الدوما بوريس غريزلوف في السابع من مايو سيطرح اسم بوتين على البرلمان وسنصادق عليه في الثامن من مايو. واكد بوتين ان ديمتري مدفيديف سيعنى بالسياسة الخارجية والدفاع ليركز هو بصفته رئيسا للوزراء على القضايا الاقتصادية والاجتماعية. وديمتري مدفيديف المتحدر من سانت بطرسبورغ مسقط رأس الرئيس المنتهية ولايته والعديد من رجال النخبة السياسية الروسية، هو الاكثر ليبرالية من الموالين لبوتين. ويامل الغربيون في ان يساهم في تحسين علاقاتهم مع روسيا التي شهدت فتورا في عهد بوتين لكن الاخير المصمم على استعادة عظمة روسيا الماضية بعد اهانة انهيار الاتحاد السوفياتي، حذر من ان خلفه لن يكون طرفا يسهل التعامل معه. وفي خطوة تبرهن على ذلك تستأنف روسيا في التاسع من مايو، تاريخ الانتصار على المانيا النازية في ,1945 عرضوها العسكرية الضخمة كما كان الحال في الاتحاد السوفياتي. وستعرض قوات ودبابات وصواريخ استراتيجية جديدة ترمز الى القوة الروسية. وتقول ملصقات حول العرض وزعت في شوارع موسكو من الان ان روسيا بحاجة الى جيش قوي.