انطلقت جلسات انتخاب عمدة مدينة الدارالبيضاء على احتجاج قاده ممثلو حزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى ممثل الحزب العمالي عبد الحق المبشور، رددوا خلاله شعارات من قبيل: «هذا عيب، هذا عار، المدينة في خطر».. التراكتور سير فحالك، المدينة ماشي ديالك.. «الهمة سير فحالك، المدينة ماشي ديالك....»، واحتلوا منصة الانتخاب في العديد من المرات. وفي هذا السياق، اتهم مصطفى الحيا، عضو حزب العدالة والتنمية، أطرافا داخل المدينة، سماها بالمفسدة، بالزج بمستقبل المدينة في مسار غامض، لأن الانقلاب الذي وقع في مدينة الدارالبيضاء-بحسب تعبيره- والذي قاده الهمة، لا يبشر بالخير. واتهم حزب العدالة والتنمية السلطة بترهيب وتهريب المنتخبين، وتساءل عن الطريقة التي جعلت حزب الأصالة والمعاصرة يحصل على 40 مستشارا، بعدما أفرزت الانتخابات الأخيرة حصوله فقط على 21. وعلى هامش انتخاب المكتب، نظم حزب العدالة والتنمية ومناصروه، الذين قدر عددهم ب300 مناصر، وقفة احتجاجية أمام ساحة محمد الخامس القريبة من مقر الانتخاب، تنديدا بما أسموه مهزلة انتخاب المكتب. من جانب آخر، شهدت الجلسة مناوشات بين محمد فهيم عن حزب الاستقلال وكريم غلاب وزير التجهيز والنقل وعضو الفريق الاستقلالي، على خلفية أن هذا غلاب تدخل وأزاح فهيم عن منصب نائب العمدة مقابل الحصول على منصب رئيس مقاطعة اسباتة، واقترح اسم الريشي نائبا للعمدة. واستمرت الاحتجاجات لمدة تجاوزت الساعتين بعد مناداة ممثل السلطة على أعضاء المكتب الذي سيشرفون على انتخاب الرئيس والمكتب، حيث حضر العضو الأكبر سنا محمد نودير، فيما رفضت زينب جرار، العضو الأصغر سنا (المزدادة سنة 1986) عن حزب العدالة والتنمية الصعود للمنصة، ونادى ممثل السلطة لأكثر من مرة عن زينب جرار، لكنها رفضت الصعود، وهو ما أثار جدلا، لاسيما حينما قرر رئيس الجلسة تعويضها بمحمد عشاق، بصفته العضو الذي يلي مباشرة العضو الأصغر سنا. قرار قوبل برفض أعضاء العدالة والتنمية، بعدما اعتبروه خرقا للقانون، لأن القانون لا يشير- حسب تفسيرهم- بتعويض عضو حاضر ولم يرد الصعود أو المشاركة. من جهة أخرى، تداول الحاضرون لائحة تضم أعضاء المكتب الذي تم الاتفاق عيله. لائحة سميت محمد ساجد عمدة للمدينة، وأحمد بريجة (حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما ترشح باسم التجمع الوطني للأحرار) نائبا أولا للعمدة، فيما حصل فهر الفاسي، نجل الوزير الأول عباس الفاسي عن حزب الاستقلال، على منصب الرئيس الثاني، واختير علي بنجلون (الحركة الشعبية) نائبا ثالثا، أما باقي الأعضاء فهم على التوالي: أمينة الإثنين (حزب الأصالة والمعاصرة) ومحمد الريشي(حزب الاستقلال) ومحمد فرحاني(الأصالة والمعاصرة) ورشيد أفيلال (حزب الاستقلال) وسفيان القرطاوي (الأصالة والمعاصرة) وصديق شاكر(الأصالة والمعاصرة) وأحمد جودار عن الاتحاد الدستوري وكاتب المجلس مريم ولهان عن الحركة الشعبية.