حاصر عشرات المواطنين سيارة فؤاد عالي الهمة الذي حل بمدينة اليوسفية للمشاركة في المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب الأصالة والمعاصرة لدعم مرشحه بالمنطقة، صلاح الوديع. وقد «فوجئ» الهمة بالحشود التي أحاطت بسيارته لتسلمه رسائل الاحتياج، كما يحدث في الزيارات الملكية لمدن المملكة، حيث كان العشرات يركضون وراء الرجل من أجل التقاط الصور معه وتسليمه متطلباتهم مكتوبة «داخل الأظرفة الصفراء مع نسخة من بطاقة التعريف الوطنية ورقم الهاتف»، حسب ما ذكرته مصادر من عين المكان. هذا في الوقت الذي نظم ما يقارب 50 شخصا من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين وقفة احتجاجية ضد «المهرجان الخطابي للهمة» الذي حضره، إلى جانب فؤاد عالي الهمة وصلاح الوديع، كل من وزير الصحة السابق الشيخ بيد الله، ومدير عام شركة الخطوط الملكية المغربية إدريس بنهيمة، ووزير التربية والتعليم أحمد اخشيشن، بالإضافة إلى ميلود مهرية، المدير السابق لمديرية الاستغلالات المنجمية لمنطقة الكنتور، حسب ما ذكرته مصادر من عين المكان. وذكرت نفس المصادر أن «الوقفة ضد الهمة انطلقت في حدود العاشرة ليلا بقرب الفضاء العمومي الذي نظم به المهرجان الخطابي لحزب الأصالة والمعاصرة»، فيما ذكر أحد مسؤولي المدينة أن «الوقفة قد أربكت بالفعل المشاركين في المهرجان الخطابي خصوصا أثناء كلمة فؤاد عالي الهمة»، وهو ما دفع قوات الأمن، التي «حضرت بكثافة لتسهر على تنظيم مهرجان الهمة»، إلى التدخل لتفريق المتظاهرين والسهر على سلامة الوزراء والمسؤولين الذين حضروا لمساندة المرشح صلاح الوديع، بعد رفع المتظاهرين لشعارات قوية من قبيل «الهمة سير فحالك هاد البلاد ماشي ديالك» و«يا صلاح يا وديع اليوسفية ماشي للبيع». في نفس الصدد، ذكر منظمو الوقفة الاحتجاجية ضد المهرجان الخطابي لحزب الأصالة والمعاصرة باليوسفية أنها «تظاهرة جماهيرية عفوية حاشدة شاركت فيها جميع الهيئات اليسارية بالمدينة إلى جانب كافة الفعاليات الجمعوية بالمدينة»، وأضافوا أنها جاءت «للتنديد بالإنزال الكبير ومساندة السلطة وأعوانها وتدخلها السافر في الحملة الانتخابية». هذا ووصفت نفس المصادر المنظمة للوقفة أن حملة صلاح الوديع بآسفيواليوسفية تتميز ب«البذخ الكبير»، حيث كان ملفتا في حملة الوديع بآسفيواليوسفية العدد الكبير للسيارات الحاملة لصوره الانتخابية ولرمز «التراكتور» والتي فاقت الخمسين سيارة، منها عشر سيارات رباعية الدفع «جديدة». وفي تعليقه على ما حدث، صرح مصدر من حزب الأصالة والمعاصرة حضر اللقاء بأن «ما حدث هو أمر طبيعي جدا ولا ينبغي تحميله أكثر مما يستحقه»، واستطرد نفس المصدر، الذي رفض الكشف عن صفته في تصريحاته ل«المساء» أمس الأحد، أن «الأمر يحدث في كل البلدان الديمقراطية، لكن الأساسي بالنسبة إلينا هو حضور ما يقارب 1000 شخص من أبناء اليوسفية للمشاركة في المهرجان الخطابي». وحول كون المواطنين حضروا فقط من أجل تسليم الرسائل للهمة وليس أكثر، قال نفس المصدر: «هذا غير صحيح والناس يحضرون لثقتهم بنا ولسماع ما نقترحه من مشاريع». ويساند صلاح الوديع في حملته بآسفي العديد من رؤساء الجماعات المحلية السابقين، وعلى رأسهم رئيس جماعة آسفي عن الحركة الشعبية محمد دندون، بالإضافة إلى العديد من الوجوه المعروفة بالمدينة، ومن بينهما المعتقل اليساري السابق رشيد الشريعي، حسب ما ذكرته بعض المصادر من المدينة. للإشارة، فقبل المهرجان الخطابي لحزب الأصالة والمعاصرة باليوسفية كانت حملة صلاح الوديع، قد وصلت إلى سوق «جمعة سحيم»، الذي يبعد ب 45 كلم عن إقليمآسفي، حيث ملأت أجواء السوق أصوات شعارات مساندي صلاح الوديع وحزب الأصالة والمعاصرة، من قبيل «شوف وسمع التراكتور قلع»، «بلافلوس بلا سرقة التراكتور في الورقة»، وأيضا «الهمة عندو الكلمة، وصلاح رمز النجاح»