لم يتمكن فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة وصديق الملك، من توجيه خطاب في مهرجانه الانتخابي بمدينة اليوسفية، عاصمة منطقة احمر التابعة لإقليم آسفي، وذلك مساء يوم الجمعة المنصرم بسبب توافد وفود بشرية كبرى من المحتجين والعاطلين الذين نظموا وقفة احتجاجية صاخبة رفعت فيها شعارات معاكسة ومناهضة لحزب الهمة ولمرشحيه. هذا، واضطر الهمة، باتفاق مع المنظمين، إلى تأجيل كلمته في المهرجان الخطابي الذي نظم مساء يوم الجمعة الأخير بساحة البلدية بمدينة اليوسفية لحوالي ساعتين، بعد أن ارتفعت حمى الشعارات المناهضة لحضوره بمنطقة احمر، والتي شارك فيها قرابة 400 شخص من المحتجين والعاطلين وفقراء وبسطاء اليوسفية والقرى المنسية المجاورة. وقد كان لافتا للعيان قوة الشعارات المرفوعة ضد الهمة وحركته والتنظيم المحكم للوقفة التي شارك فيها أيضا أعضاء أحزاب يسارية محلية، حيث قوبل حزب الأصالة والمعاصرة بشعارات من قبيل: «يا صلاح يا وديع اليوسفية ماشي للبيع»، و«الهمة سير فحالك اليوسفية ماشي ديالك»، والجماهير الشعبية ها البياعة ها الشرايا»، و«هذا صوت الجياع الهمة يعطي التيساع»، و«فلوس الشعب فين مشات في البهرجة والكات كات». إلى ذلك، أفاد مصدر قريب من لائحة حزب الأصالة والمعاصرة بأن مواجهة الحزب بهذه الوقفة الاحتجاجية أمر لم يكن متوقعا، بالرغم من توصلهم بإشارات باحتمال وقوعها، مضيفا أن حزب الهمة كان يراهن باستقطابه لأسماء مثل الشيخ بيد الله وإدريس بنهيمة على ترحاب كبير من قبل الساكنة، على غرار ما حصل في دائرة الرحامنة التي فاز فيها بكل المقاعد المخصصة للدائرة. وحسب أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، فإن ساكنة منطقة احمر عانت في زمن الحماية وتعاني حتى الآن من تهميش مقصود لمنطقتها التي يكتفي المغرب الرسمي من الاستفادة من خيراتها المعدنية وتتركها في مواجهة نار الجفاف والعزلة وانعدام البنية التحتية والفقر والهجرة السرية لشبابها نحو البلدان الأوربية والمدن المجاورة، وأن حركة الهمة استفزت بسطاء اليوسفية واحمر باختيار مرشحين غرباء وبحضور أفرادها في سيارات مكيفة وفارهة وباستعمالهم لوسائل باذخة في تنظيم حملة انتخابية بمنطقة منكوبة لا يصل إلى أغلب قراها لا ماء ولا كهرباء ولا توجد بها حتى مدارس عمومية. يشار إلى أن حضور الشيخ بيد الله، والي آسفي السابق ووزير الصحة في حكومة إدريس جطو، وإدريس نهيمة، مدير الخطوط الجوية الملكية، كان يهدف إلى حشد فئات عريضة من الناخبين باعتبار ما كان يمثله بيد الله من سلطة سابقة على الإقليم، فيما حضور بنهيمة جاء لدعم سمير كودار، الثاني في لائحة الوديع الذي يقتسم مع مدير «لارام» عضوية جمعية حوض آسفي، وقبل ذلك كان وراء توظيفه بالمكتب الوطني للكهرباء الذي كان يرأسه بنهيمة قبل سنوات قليلة، إلا أن الوقفة الاحتجاجية لقبائل احمر قلبت كل حسابات حزب الهمة في التعاطي والتعامل مع منطقة بخصوصيات محلية وتاريخية خاصة.