اضطر حزب العدالة والتنمية إلى طلب تدخل القوات الأمنية، بعد الاحتجاجات الصاخبة التي شهدها لقاء أطره الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، يوم السبت الماضي بمقر بلدية صفرو. ووجد بنكيران نفسه محرجا أمام ضيفه الفلسطيني أسعد التميمي، عضو المجلس الوطني عن حركة فتح، بسبب الشعارات القاسية التي رددها المحتجون، والتي طالبت برحيله عن المدينة. الاحتجاجات قام بها أعضاء من الحزب، إضافة إلى حوالي 30 عضوا ممن قدموا استقالتهم من الحزب في وقت سابق، وطالبت برحيل بنكيران عن صفرو، كما اتهمت الحزب بمحاولة استغلال المقرئ أبو زيد الذي يحظى بالإجماع والاحترام داخل أوساط حزب العدالة والتنمية، من أجل احتواء الأزمة التي يعشيها هذا الأخير بالمدينة، مثل «بنكيران سير فحالك صفرو ماشي ديالك»، و»أبو زيد يا حبيب داروا بيك الألاعيب». وحسب ما أكدته مصادر «المساء» فإن الاحتجاجات انطلقت بعد أن اعتذر بنكيران عن عدم حضور المقرئ أبو زيد الإدريسي، والذي كان من المقرر أن يلقي محاضرة في اللقاء الذي نظم تحت عنوان «انتصار غزة مستقبل الأمة»، وذلك لأسباب وصفت بأنها «شخصية». الاحتجاجات ستزداد حدة، خاصة عندما حاول بنكيران منح الكلمة للضيف الفلسطيني، مما خلق حالة من الفوضى داخل القاعة في الوقت الذي تعالت فيه أصوات احتجاجات صاخبة قادمة من خارج القاعة، الأمر الذي جعل المنظمين في حالة ارتباك واضح، قبل أن يتم طلب تدخل مصالح الأمن وإشعار وكيل الملك بما يجري. وحمل المحتجون رسوما كاريكاتورية تظهر بنكيران وهو يركب عربة يجرها المقرئ أبو زيد، وعليها عبارة تطلب منه تسهيل دخوله إلى المدينة التي كانت المحطة الأساسية في نزيف الاستقالات التي عرفها حزب العدالة والتنمية في الآونة الأخيرة. وبالرغم من أن أشغال اللقاء استمرت بعد ذلك، فإن الأمين العام للحزب وجد نفسه مرة أخرى في مواجهة شعارات غاضبة وعنيفة، أثناء مغادرته لمقر بلدية صفرو رفقة ضيوفه. وتعليقا على ما جرى، قال لحسن الداودي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن الأمر يتعلق بعدد «محدود من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالحزب»، والذين «حاولوا التشويش على اللقاء»، وأكد أن الاحتجاج تم خارج القاعة التي غصت بالحضور. واتهم الداودي سلطات المدينة بالتساهل مع «مثيري الفوضى»، وقال: «الأمن والسلطة المحلية لم يقوما بواجبهما، وكان من الممكن أن تتطور الأمور إلى الأسوأ لو لم يتم التحلي بضبط النفس»، وحول رأيه في مضمون الشعارات التي رددها المحتجون قال الدوادي: «نحن لا نعرف خلفية ما يجري».