تشهد قاعة محمد الخامس ببلدية آسفي هذا الصباح اجتماع اللوائح الحزبية الفائزة في انتخابات 12 يونيو الجاري، ومن المنتظر أن تمر أجواء انتخاب رئيس مجلس المدينة مع مكتبه الجديد وسط أجواء مرتبة سلفا حسب ما صرح لنا به مستشار جماعي. واستنادا إلى آخر المعطيات التي استقتها «المساء» صباح أمس الاثنين، فإن تحالف العدالة والتنمية مع حزب الأمل لدعم حزب الاستقلال أصبح واقعا ومعطى أساسيا ينتظر أن يتم تفعيله صباح هذا اليوم من خلال الانتخاب «السلس» لمحمد كاريم، وكيل لائحة حزب الاستقلال كرئيس جديد لمجلس مدينة آسفي خلفا لعبد الرحيم دندون الذي سير المجلس في الفترة الجماعية المنتهية صلاحيتها باسم الحركة الشعبية ثم الأصالة والمعاصرة. وحسب معلومات دقيقة توصلت إليها «المساء» فقد جرى اتفاق بين أبرز المكونات الفائزة في السباق الانتخابي الأخير وبين جهات عليا في ولاية آسفي أن يتم انتخاب رئيس مجلس المدينة الجديد وفق منطق «التوافق المسبق وقطع الطريق على خيار المفاجآت والصراعات الحزبية»، أهمها أنه وقع الاختيار على محمد كاريم لعدة اعتبارات سياسية، وأنه كان الخيار الوحيد بين سيناريوهين لا تفضلهما جهات في السلطة، وهما عودة عبد الرحيم دندون إلى الرئاسة لولاية ثانية، أو منح تسيير مدينة آسفي إلى العدالة والتنمية. هذا وتشير ذات المعطيات إلى أن حزب العدالة والتنمية بآسفي فطن وتفهم هذين الخيارين، وأنه فضل التريث وعدم المطالبة بتسيير مدينة آسفي لكون كل من حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة وحزب الأمل لن يدعماه في مسعاه، وحتى لو جرى العكس كانت ستكون هناك ضغوط كبرى من سلطات المدينة، وأن حزب بنكيران فضل التعامل بواقعية مع عملية انتخاب رئيس جديد للمدينة بدعم حزب الاستقلال والانخراط في جو الثقة مع ولاية آسفي، مقابل الحصول على مناصب مهمة في المكتب الجديد للمجلس من بينها النيابة الأولى للرئيس مع عدد من رئاسات اللجان. و على الرغم من حصول حزب الأصالة والمعاصرة على المرتبة الأولى في نتائج الانتخابات الجماعية الأخيرة بإقليم آسفي بما مجموعه 230 مستشارا جماعيا، أي أكثر من ثلث المقاعد، فانه لم ينجح في قطع الطريق على حزب العدالة والتنمية كما كان يراهن مؤسسوه على ذلك واكتفى بالمرتبة الثالثة بعد حزب الاستقلال والعدالة والتنمية على مستوى مدينة آسفي، وهو المعطى الذي دفع السلطة إلى التعبير ضمنيا عن رضاها ليكون حزب الاستقلال محل الأصالة والمعاصرة في موقع تسيير مدينة آسفي عوضا عن العدالة والتنمية. هذا ويجري انتخاب رئيس مجلس مدينة آسفي هذا الصباح وسط أجواء تتبع استثنائية من قبل المواطنين والمراسلين الصحافيين ورجال السلطة وعناصر الاستعلامات العامة ومراقبة التراب الوطني، فيما وجه الغرابة التي تسجل على هذا الانتخاب أنها تتم بمرشح وحيد للرئاسة وباتفاقات مسبقة بعيدة عن المفاجآت وعن منطق الديمقراطية التي تتطلب أكثر من مرشح وأكثر من برنامج.