سارعت قيادات أحزاب الاتحاد الدستوري والعدالة والتنمية وجبهة القوى الديمقراطية، مساء أول أمس الثلاثاء، إلى عقد لقاء تنسيقي بمقر الاتحاد الدستوري بشارع الجيش الملكي بالبيضاء. وأسفر اللقاء، الذي دام زهاء ساعة ونصف وحضره حوالي 90 منتخبا، عن تكريس ساجد عمدة لمدينة البيضاء يوم الاثنين المقبل، محبطا بذلك التحالف الذي يقوده حزب الأصالة والمعاصرة بالعاصمة الاقتصادية مع قيادات التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية وحزب الاستقلال لمنع إعادة انتخاب ساجد رئيسا لمجلس المدينة. وقد استشعرت قيادة العدالة والتنمية المخطط الذي تنسجه قيادة الأصالة والمعاصرة ومنتخبوها المحليون لقطع الطريق على منتخبي حزب «المصباح» للإمساك بدفة التسيير بالمدينة، وهذا ما دفع بقيادة الحزب إلى التحرك والتنسيق على أكثر من صعيد لإجهاض حلم حزب الهمة. وقد حضر لقاء أول أمس المحامي مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وعبد العزيز العماري، الكاتب الجهوي للحزب بالدارالبيضاء، كما حضره أيضا المحامي عبد الله الفردوس، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري، وقياديون جهويون بجبهة القوى الديمقراطية. وحسب مصدر مقرب من حزب العدالة والتنمية، فإن الهدف من اللقاء، الذي عقد أول أمس بمقر الاتحاد الدستوري، كان هو تكريس ساجد عمدة للبيضاء، وتم الاتفاق أيضا، يشير المصدر ذاته، على أن يكون التحالف المقبل تحالفا عموديا يمتد من مجلس المدينة إلى المقاطعات، حتى لا يقع ما وقع في أول تجربة من نظام وحدة المدينة عندما كان رئيس مجلس المدينة من حزب ورؤساء المقاطعات من أحزاب أخرى، وهذا ما كان يعيق المشاريع التي يقترحها مجلس المدينة داخل المقاطعات. ويضم التحالف، الذي يقترح ساجد عمدة للمدينة، حوالي 90 منتخبا ينتمون إلى كل من الاتحاد الدستوري ب30 مقعدا بعد أن التحق به عضوان فائزان في اقتراع يوم الجمعة الماضي، والعدالة والتنمية ب31 مقعدا، وجبهة القوى الديمقراطية ب5 مقاعد، بالإضافة إلى مستشارين ينتمون إلى كل من حزب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، الذين أبدوا رفضهم للتحالف الذي يقوده الأصالة والمعاصرة. وفي سياق متصل، اتفقت قيادات أحزاب الحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار على ترشيح حسن بنعمر، الفائز بمقاطعة عين السبع باسم التجمع الوطني للأحرار ورجل الأعمال، لعمدية الدارالبيضاء. وفي هذا السياق، من المنتظر أن تكون الأحزاب الأربعة قد عقدت لقاء مساء أمس الأربعاء يضم كافة منتخبي الحزب. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن التحالف المشكل من هذه الأحزاب يناهز 76 عضوا ومن المرتقب أن يصل إلى 91 منتخبا. ولم يخف مصدر من التجمع الوطني للأحرار الانقسامات المسجلة في صفوف بعض الأحزاب المشاركة في هذا التحالف بسبب رفضها له ورغبتها في التفاوض من موقع مريح مع التحالف الذي يقوده العمدة ساجد.