أصبح بإمكان طارق الدخول إلى الموقع الإلكتروني الخاص بالألعاب الرقمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن نجح، عبر موقع «الكاسر»، في تجاوز المنع المفروض على الموقع منذ ستة أشهر. «أحمل العديد من الألعاب الحديثة على موقعي عبر هذا الموقع.. إنها ألعاب يتطلب شراؤها مبلغا لا أستطيع توفيره». يتوقف ثم يتابع: «أي مدون أو صاحب موقع كيفما كان أصبح قادرا على الوصول إلى المواقع المحجوبة على الشبكة العنكبوتية والإبحار فيها والاستفادة من خدماتها، لقد تم تطوير برنامج الكاسر أساسا للاستخدام في الدول العربية لكن اكتشفت أنه يمكن استخدامه في أي بلد». ويتفق مع هذا الرأي سمير، صديق طارق، الذي يدمن على تحميل أحدث الأفلام السينمائية، ويوضح قائلا: «استخدمت الكاسر أيضا، واكتشفت أن بعض المواقع أصبحت أكثر مهارة في الرقابة الإلكترونية، وأعتقد أن هذا التطور يجب أن يواجه بالطريقة نفسها». بعد أن قام طارق بتحميل موقع الكاسر على جهاز حاسوبه، أصبح قادرا على فتح المواقع التي تم إغلاقها لأسباب متعددة، فيما يتم استثناء المواقع الإباحية من هذه التقنية الجديدة. وفيما لازال موقع «الكاسر» غير معروف لدى مستعملي الأنترنت في المغرب، تحاول العديد من المنتديات التقنية المتخصصة شرح وتفسير طريقة عمل البرنامج والتعريف بمميزاته ليستفيد منها عدد أكبر من مدمني الأنترنت عبر العالم. ونجح المهندس اليمني المقيم في السويد، وليد السقاف، في إطلاق برنامج «الكاسر»، وهو برنامج حاسوب لكسر الحجب عن المواقع الاخبارية والمدونات والمنتديات ومواقع الناشطين وحقوق الإنسان وغيرها من المواقع المشابهة. وقد تم إطلاق الموقع في قمة «التدوين للمستقبل»، التي نظمها «مركز كمال أدهم للتدريب البحث الصحافي» قبل أسبوعين، كجزء من فعالياتها لتسليط الضوء على المجال المتنامي للصحافة الإلكترونية والتدوين في المنطقة العربية والعالم. وقد تم تدشين البرنامج في نسخته التجريبية (0.1) في إطار مشروع (MidEastGate) الذي تنفذه منظمة شباب الشرق الأوسط لتوسيع أطر حرية الرأي والتعبير والحصول على المعلومة على الأنترنت في منطقة الشرق الأوسط. وأشار السقاف في تصريح ل«المساء» إلى أن «الكاسر» قادر على رصد المواقع المحجوبة والتعرف على تاريخ وفترة حجبها أو رفع الحجب عنها، إلا أن البرنامج لا يسمح للمستخدمين بتصفح المواقع المحجوبة والتي لا تحتوي على أخبار أو آراء أو معلومات أخرى ذات علاقة مثل المواقع الإباحية وغيرها. وبإمكان مستخدمي البرنامج التبليغ عن المواقع الإخبارية، المدونات، المنتديات، مواقع المنظمات الحقوقية والناشطين وغيرها من المواقع الإلكترونية المحجوبة وتصفحها بعد ذلك بسهولة ويسر. وكشف السقاف أن التقنية المستخدمة في البرنامج قد تم تطويرها على مدى أكثر من عام وتعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، حيث برامج كسر الحجب الموجودة والتي تم تطويرها في دول غربية تسمح باستخدامها لجميع المواقع المحجوبة وغير المحجوبة دون تمييز، بينما «الكاسر» يقوم بعملية فرز المواقع المحجوبة لتمر عبر قناة مشفرة خاصة، بينما يسمح بتصفح المواقع غير المحجوبة دون التعرض لها. في الأيام الأولى من انطلاقه، استخدم «الكاسر» في قطر، البحرين، اليمن، السعودية، الأردن، الصين وغيرها من البلدان. كما استكشفت الأداة من قبل مستخدمين فضوليين في بلدان لا تعاني من الرقابة الإلكترونية، مثل بريطانيا وألمانيا. وأطلق البرنامج الإلكتروني من أجل الالتفاف على الرقابة على الأنترنت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعد أداة تسمح لمستخدمي الانترنت بولوج المواقع الإلكترونية المحجوبة. ويستخدم المطور وليد السقاف، اليمني المقيم في السويد، هذه الأداة ردا على الرقابة الإلكترونية الحكومية. ويقول صاحب الموقع: «لاحظت أن السلطات بدأت تزداد حنكة، لذا تحتاج إلى رد يماثلها حنكة للحد من سيطرتها على المواقع التي يمكن للمستخدم الولوج إليها في بلادهم». يقوم الموقع بعد تحميله بفحص دوري على المواقع المحجوبة لمعرفة ما إذا كانت لا تزال محجوبة أم إذا كان الحجب يرفع في أوقات معينة. في الوقت نفسه، يمكن لمستخدمي البرنامج إعطاء معلومات عن «فلترة» وحجب مواقع في بلدانهم، وتحفظ البيانات في وحدة مركزية في البرنامج. وكان السقاف، الذي أطلق كذلك أول موقع بحث مستقل في اليمن قبل سنوات، هدفا للرقابة الحكومية اليمنية. في ربيع 2008، حجبت خمس بوابات لموقع «يمن بورتال» مما حجب الموقع في اليمن، إلا عبر استخدام مواقع البروكسي. حين تفتح البرنامج، تحصل على معلومات عن المزود الإلكتروني آي أس بي البلد وغيرها. وإن بلغ شخص يستخدم نفس مزودك آي أس بي، عبر «الكاسر» عن موقع محجوب وتم رفع حجب الموقع من قبل المسؤولين، سيكون متاحا أمامك. أما في حال العكس، يمكنك التبليغ عن موقع محجوب فتتم المراقبة. وفي حال الموافقة على رفع الحجب، يصبح الموقع متاحا للولوج بواسطة «الكاسر» والأنترنت عبر مزودك. يسمح البرنامج بالولوج إلى مواقع متنوعة ومجموعات النقاش والمجموعات الاجتماعية. وفي ما يخص المسائل القانونية، قال السقاف إنه سيستشير خبراء لفهم العواقب والعوائق القانونية المحتملة. لكنه واثق من أمر واحد: لن تستقبل الحكومات القامعة «الكاسر» بأذرع مفتوحة.