خسرت الوداد نهائي الكأس العربية برادس رغم أنها لم تنهزم.... خسرت الوداد اللقاء لأن الظروف التي جرى فيها كانت أكثر من حارقة.... وأتصور أنه لو لعبت «البارصا» في مثل تلك الظروف لما فازت على الترجي، خسرت الوداد النهاية وتلك ليست نهاية العالم. وفي خضم خيبة الخسارة ومرارة «الشمتة» للمرة الثانية على التوالي، يجب علينا أن ننسى أن مسؤولي الكرة بالمغرب تخلوا عن الوداد وتركوها تواجه لوحدها «الطاحونة» التونسية. وكلنا نعرف قوة الأشقاء التونسيين في ممارسة الضغط على الاتحاد العربي كما يفعلون الشيء ذاته مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. ليست هاته تبريرات للخسارة، لكنها العبر التي يجب أن نستخلصها لحماية الفرق المغربية مستقبلا..... أمن الصدفة أن تلعب الوداد لثاني مرة على التوالي مباراة النهاية خارج القواعد؟ أ من المنصف أن ترحل الوداد لتونس دون رئيس الجامعة وممثلين سامين عن الكرة والرياضة بالمغرب؟ أذهبت الوداد لتمثل الكرة والرياضة بالمغرب أم لتمثل نفسها. من الضروري أن نطرح على أنفسنا هاته الأسئلة بكل تجرد، وأن نترك خلفنا مرارة الخسارة التي تجعلنا نبدو وكأننا نقسو على الوداد، لكنها مجرد مرارة الإحباط الذي يلازمنا بملعب رادس.. هاته التساؤلات هي التي تدفعنا إلى مراجعة أوراقنا حتى نقدم فرقنا لمثل هاته التظاهرات وهي تعرف أن وراءها شعبا بكامله لأن الأمر يتعلق أولا وأخيرا بالعلم المغربي. في مثل هاته المناسبات ينتفي التعصب للرجاء أو الوداد أو الجيش أو الماص أو الخميسات... وغيرها... وهذه مسؤوليتنا جميعا.... وعلى رأسها الإعلام. لا يمكن أن نزكي شبابا طائشا خرج عشية فوز الوداد مع الصفاقسي يقول «برشا.... برشا هذي الوداد ماشي الرجا» ونمر مرور الكرام عما رددته أقلية متعصبة ....» هذه وداد الغمة.....ماشي وداد الأمة...» لكل الفرق المغربية مكانتها في قلوبنا واحترامها واجب على الجميع، وعندما تلعب على الواجهات العربية والإفريقية يجب أن ترسم جماهيرنا الصور الحضارية التي عودتنا عليها والتي حركت فينا الوطنية أكثر من مرة... وحدهم «الكوايرية» الحقيقيون يعرفون ما معنى أن ترى رجاويا يحمل علما بالأحمر والأخضر في لقاء الوداد و الصفاقسي وتسرق الكاميرا لحظة «بهجاوي» ملفوفا بشعار الكوكب يتوسط جماهير الوداد في لقائها ضد الترجي، أو ذاك المكناسي يحمل شعار الإسماعيلية وهو يهتف باسم الاتحاد الزموري للخميسات في لقائها ضد مازيمبي... هذه هي الروح التي نريدها. أما الوداد فقد شرفت الكرة المغربية لأنها ذهبت إلى أبعد ما يمكن أن يصل إليه أي فريق، وهي المباراة النهائية.... أما من سيكسب النهاية فتلك تفصل فيها تفاصيل صغيرة وحظوظ كبيرة.. لذلك كله يستحق لاعبو الوداد، بالرغم من كل ما أحاط باللقاء من تشنج، التحية والتشجيع... أما الوداد فتبقى كبيرة وتبقى «وداد الأمة»