حقق فريق الوداد البيضاوي تعادلا ثمينا بهدف لمثله اعتبر بطعم الفوز في المباراة التي جمعته مساء يوم الأحد بملعب الطيب المهيري بصفاقس مع النادي الرياضي الصفاقسي برسم ذهاب نصف نهاية النسخة السادسة لدوري أبطال العرب لكرة القدم. بيد أن مدربه بادو الزاكي، الذي يدرك تمام الإدراك أن فريق الصفاقسي، الذي يطمح إلى تعزيز خزائنه بلقب عربي ثالث في مسابقة دوري أبطال العرب بعد لقبي عامي 2000 في شكلها القديم و2004 في نظامها الحديث، سيدافع عن كامل حظوظه في مباراة الإياب يوم 25 من الشهر الجاري بالدارالبيضاء، خاصة وأن ذات الفريق كان قد تعادل سلبا في ميدانه أمام الرجاء البيضاوي في دجنبر الماضي، لكنه فاز عليه 1 - 0 في الدارالبيضاء في دور ثمن نهاية دوري أبطال العرب، وبالتالي، فإن الزاكي كان منطقيا مع نفسه حينما قال أن باب التأهل للدور النهائي مايزال مفتوحا على مصراعيه. كما أن فريق الوداد، الذي سبق له أن فاز بهذه الكأس في نسختها القديمة عام 1989 ، سيكرس من جهته كل جهده من أجل وضع حد لتفوق الأندية التونسية على نظيرتها المغربية في مختلف المسابقات الإقليمية والعربية والقارية لاسيما وأن ثلاثة أندية مغربية خسرت مواجهاتها مع أندية تونسية منذ شهر دجنبر الماضي فقط، وهي المغرب الفاسي أمام الترجي (كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس) والرجاء البيضاوي أمام النادي الصفاقسي بالذات (دوري أبطال العرب) والجيش الملكي أمام النادي الإفريقي (نهاية كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة) ثم المغرب الفاسي ثانية، لكن هذه المرة أمام قوافل قفصة (كأس الاتحاد الإفريقي). فبعد بداية محتشمة من كلا الجانبين حاول الفريق المضيف جاهدا اختراق خط الدفاع الودادي الذي كان متماسكا بقيادة هشام اللويسي ومن ورائه الحارس نادر المياغري الذي يرجع له الفضل بنسبة كبيرة في تحقيق نتيجة التعادل هاته، فبادر إلى التسديد من بعيد واستغلال الكرات الثابتة التي كانت تشكل أحيانا خطورة على مرمى المياغري بحثا عن هدف مبكر يحرر أقدام لاعبيه ويساعدهم على التحكم أكثر في مجريات اللقاء، لكنها افتقدت للعمق الهجومي من جهة وحسن انتشار لاعبي الوداد على المستطيل الأخضر من جهة ثانية . لكن أبرز فرصة سانحة للتسجيل كانت للفريق الضيف في الدقيقة 21 من عملية ثنائية منسقة بين رفيق عبد الصمد ومصطفى بيضوضان بيد أن هذا الأخير فقد توازنه عندما كان وجها لوجه أمام الحارس جاسم الخلوفي الذي كان موفقا هو الآخر في تدخلاته . وبعد مضي النصف ساعة الأولى التي لعبها الفرق المغربي بشاكلة 3 - 5 - 2 بدأ الثنائي بيضوضان (رأس حربة) والبنيني لويس باسكال بخلق بعض المتاعب لخط الدفاع الصفاقسي بقيادة صمام أمانه وعميده عصام المرداسي. ودامت السيطرة في الخمس دقائق الأخيرة من الجولة الأولى للفريق التونسي الذي كثف من هجوماته الخاطفة والسريعة، فيما اكتفى الفريق المغربي بالمرتدات الهجومية التي لم تقلق راحة الخلوفي باستثناء تسديدة قوية لباسكال، لكن الكرة أخطأت طريقها نحو المرمى. ومع انطلاقة الجولة الثانية كاد النادي الصفاقسي، أن يضاعف الغلة بعد تلقي بلاز كواسي كرة على طبق من ذهب من حمزة يونس وينفرد بالحارس المياغري، الذي انتزع مرة أخرى تصفيقات الإشادة والتقدير من الجماهير، وخاصة المغربية التي تجاوزت الألف متفرج تشكلت من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالديار التونسية، ومن تلك التي قدمت من الدارالبيضاء ضمن رحلات عادية أو منظمة. في المقابل، توالت حملات الوداد وكانت تشكل بين الفينة والأخرى خطورة على الحارس الخلوفي منها تسديدة عصام العودة من كرة ثابتة (د67) لتنفلت الكرة من يد الحارس التونسي لكن بيضوضان يهدر الفرصة . وفي خضم هذا الطوفان الأحمر، جاء الفرج من رجل يونس المنقاري بقذيفة مركزة لم يحرك معها الخلوفي ساكنا ليسكنها في شباكه متوجا مجهودات زملائه بهدف يساوي ذهبا خالصا (د75 ). وحفز هذا الهدف الوداديين فسعوا جاهدين إلى تسجيل هدف ثان لاسيما بواسطة أيوب سكوما ( د82 ) وحمادة العلمي الوالي ( د88 ) لكن الهجمات الودادية كانت تفتقد اللمسة الأخيرة التي كان من المفروض أن يقوم بها الهداف القناص بيضوضان الذي ضرب عليه المدافعون التونسيين حراسة مشددة. وسيكون زملاء بيضوضان بهذا التعادل الثمين خارج قواعدهم قد عبدوا طريق التأهل إلى المباراة النهائية للمرة الثالثة بعد سنة 1989 في النظام السابق و2008 التي كانت من نصيبهم أو في الصيغة الحديثة التي أهدروها أمام فريق وفاق سطيف الجزائري الذي خسر يوم السبت بالجزائر1 - 0 أمام الترجي التونسي. لكن حذار من فريق النادي الصفاقسي الذي يجيد السفر ويلعب على الواجهتين العربية والإفريقية وأثبت في أكثر من مناسبة بأنه صعب المراس خارج ميدانه خاصة وانه يمني النفس في تكرار سيناريو دور ثمن النهاية عندما أخرج الرجاء البيضاوي من مضمار السباق. ربما ستكون الوداد غير الرجاء وتعيد الاعتبار لكرة القدم المغربية. تصريحات < بادو الزاكي (مدرب الوداد البيضاوي ) نعلم جيدا أن النادي الصفاقسي صعب المراس في قواعده، وقد قرأنا كما ينبغي أسلوب لعبه ووقفنا على مكامن قوته وضعفه ومن ثمة أعددنا له الخطة المناسبة للحد من فعالية خطي هجومه ووسط ميدانه. الواقع أن فريق الوداد أدى مباراة تكتيكية من مستوى رفيع، ولولا سوء الحظ لعاد بنتيجة الفوز التي كانت ستسهل علينا إلى حد ما المأمورية في الإياب، لكن نتيجة التعادل بهدف لمثله رغم كونها نتيجة إيجابية فهي لا تعني التأهل للمباراة النهائية فمازالت أمام الفريقين 90 دقيقة أخرى، ونحن مطالبون بالتسجيل في الدارالبيضاء لأن باب التأهل للدور النهائي مازال مفتوحا على مصراعيه. < غازي الغرايري (مدرب النادي الصفاقسي) فريقي لم يلعب بطريقته المعهودة ومما صعب من مهمته كون فريق الوداد أحكم سد جميع المنافذ ولم يترك للاعبي النادي الصفاقسي المساحات الكافية التي تمكنهم من إبراز مؤهلاتهم وبناء العمليات الهجومية بالشكل المطلوب، إضافة إلى سيطرة الفريق المغربي على وسط الميدان. وأعتبر نتيجة التعادل منطقية ومنصفة للفريقين.