رغم فوزه يوم تاسع ماي الحالي بملعب مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء على الوداد البيضاوي1 -0 في مباراة ذهاب نهائي النسخة السادسة لدوري أبطال العرب لكرة القدم فإن فريق الترجي الرياضي التونسي يعتبر هذه النتيجة خادعة وغير مطمئنة فيما يرى فريق الوداد أن كبوة الدارالبيضاء قد تشكل صحوة الأحمر والأبيض على ملعب رادس. و أكيد أن الترجي بفوزه في الدارالبيضاء يكون قد قطع خطوة هامة نحو كأس المليون دولار لكن كل مكونات الفريق التونسي وفي مقدمتها المدرب فوزي البنزرتي تدعو وبإلحاح إلى التحلي بالحيطة والحذر من رد فعل الفريق المغربي في مباراة الإياب التي ستقام مساء يومه الخميس بملعب7 نونبر برادس (السادسة بتوقيت المغرب). فالبنزرتي الذي قاد الأربعاء الفارط الترجي إلى منصة التتويج بلقب البطولة التونسية وهو الثالث له مع فريق »باب سويقة« بعد لقبي1994 و2003 وال21 في تاريخ الأحمر والأصفر حذر لاعبيه من مغبة كل تقصير أو تهاون »لأن ربح جولة أولى من مباراة تلعب ذهابا وإيابا لا يعني قطعا التتويج. فلا شيء قد حسم. علينا بالإعداد الجيد للجولة الثانية لأنه لا أمان ولا اطمئنان في كرة القدم إلا بعد تحقيق النتيجة النهائية«. والكل أجمع على ضرورة نسيان نتيجة الذهاب ونشوة وعبق التتويج ب »نسر« البطولة الذي طار من »باب الجديد« معقل الجار والغريم التقليدي النادي الافريقي ليحلق عاليا في سماء » باب سويقة« معقل الأحمر والأصفر والتركيز على لقاء الإياب والاستعداد له على الوجه الأكمل لأن أجواء الفرحة التي يعيشها نادي العاصمة يمكن أن تلعب دورا سلبيا في مباراة الليلة التي ستكون بكل تأكيد أصعب من مباراة الذهاب لعدة اعتبارات منها أن الفريق المغربي سيلعب الكل للكل من أجل رد الاعتبار لهزيمته في الدارالبيضاء ويسعى بالتالي إلى رد الصاع صاعين للترجي الذي لن يدخر من جهته أي مجهود لتأكيد نتيجة مباراة الذهاب. فلا أحد يجادل في صعوبة وقوة الرهان بالنسبة للفريقين معا رغم امتياز الفريق التونسي في مباراة الذهاب بالنظر لقيمة الفريقين المتباريين وتاريخيهما التليدين وسجليهما الحافلين بالأمجاد والألقاب محليا وعربيا وإفريقيا فضلا عن كون كل فريق يعرف الفريق الآخر حق المعرفة وبات يمثل بالنسبة إليه كتابا مفتوحا. فالترجي يمني النفس بأن تكون الكأس العربية أغلى هدية في ذكراه التسعينية التي دشنها في يناير الماضي بفوزه بكأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس ورصعها بلقب البطولة الذي أنساه مرارة الخروج بطريقة دراماتيكية في دور نصف نهاية كأس تونس التي ظفر بها في السنوات الثلاث الماضية. في المقابل سيبذل فريق الوداد كل ما في وسعه لخطب ود الكأس الغالية التي عاندته الموسم الماضي واكتفى بلقب الوصيف بعد تعثره أمام وفاق سطيف الجزائري الذي توقفت مسيرته هذه السنة في دور نصف النهاية من طرف الترجي بالذات وهو بالتالي مازال يؤمن بحظوظه في التتويج رغم الخسارة في مباراة الذهاب إلى جانب منافسته على لقب البطولة وكأس العرش. وأول المتفائلين بإمكانية تدارك ما فات مدرب الفريق بادو الزاكي »فريق الوداد خسر مباراة الذهاب في الدارالبيضاء ويحذوه عزم وطموح أكيدان لتدارك الموقف في مباراة الإياب يوم الخميس المقبل بملعب رادس«. ويرى الزاكي أن مستوى الوداد والترجي متقارب جدا وبالتالي فإنه »مثلما فاز الترجي على الوداد بالدارالبيضاء فإنه بإمكان الوداد الفوز على الترجي بتونس. فكرة القدم لا تعرف المستحيل ولا تخضع لأي منطق«. وخضع كل فريق لتربص مغلق الوداد بالحمامات والترجي بكمرت بالضاحية الشمالية للعاصمة وكلاهما طوى صفحة مباراة الذهاب ويركز كليا على مباراة الإياب التي تشمل الاستعدادات لها كل الجوانب التقنية منها والتكتيكية والبدنية والنفسية بالدرجة الأولى. والفريقان معا بلغا الدور النهائي للنسخة السادسية لدوري أبطال العرب بعد إطاحتهما بفريقين من العيار الثقيل الوداد بالنادي الرياضي الصفاقسي الملقب ب »جوفنتوس العرب« والحائز على كأس الكونفدرالية الإفريقية في السنتين الماضيتين والترجي بوفاق سطيف الجزائري حامل لقبي الدورتين الرابعة والخامسة لجائزة المليون دولار. ومما لا جدال فيه أن نهائي يومه الخميس الذي سيديره طاقم تحكيم من الإمارات بقيادة علي حمد سيكون نهائي المهارات والفنيات نهائي يرفض كل التكهنات قمة في الفرجة والتشويق والإثارة. لكن الثابت أن اللقب سيبقى مغاربيا وسيكون الخامس من نوعه من أصل ستة. وتجدر الاشارة إلى أن ثلاثة فرق من المغرب العربي أحرزت أربعة ألقاب من أصل خمسة وهي النادي الصفاقسي التونسي (2004 ) والرجاء البيضاوي (2006 ) ووفاق سطيف الجزائري (2007 و2008 ) فيما فاز اتحاد جدة السعودي بلقب واحد (2005 ). فمن نصيب من سيكون اللقب السادس للترجي أم للوداد؟.