نقل شباط معركته من أجل الحفاظ على حضور إعلامي شبه دائم في الساحة الوطنية إلى عالم الأنترنت. ولم يكتف بالظهور عبر صفحة خاصة ب«الفايس بوك»، بل عمد في بداية الأسبوع الجاري إلى إعطاء الانطلاقة لموقعه على الأنترنت. شباط اختار عنوان «شباط أونلاين» كعنوان لموقعه الذي احتلت فيه صورته بالزي المغربي التقليدي أعلى الصفحة الأولى وهو يطل على مدينة فاس. وإلى جانب هذا «المنظر»، بدأ الموقع تقديم مواده بآية من القرآن الكريم تقول: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». وقسم إنجازاته إلى ثلاث نوافذ، الأولى يتحدث فيها عن منجزاته كرئيس لمجلس جماعة فاس، والثانية يتحدث فيها عن أشغاله كبرلماني، أما الثالثة فقد خصصها لعمله كأمين عام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وإلى جانب تقديم منجزاته، خصص شباط حيزا من موقعه لتقديم منجزات زوجته، فاطمة طارق، نائبة رئيس مقاطعة زواغة وعضو بالمجلس الجماعي لفاس. ويظهر الموقع الإلكتروني لشباط مدى تمسكه بإعادة اعتماد نفس الأحاديث التي ينسبها إلى النبي (ص) والتي تتحدث عن فاس وأهلها، بالرغم مما أثاره ذلك من انتقادات. وهكذا، وصف فاس ب«مركز الإمامة الكبرى»، موردا في ربورتاج أنجزه أحد معاونيه حول الموضوع أن أبا هريرة نقل عن الرسول (ص) قوله: «ستكون بالمغرب مدينة تسمى فاس أهلها أقوم أهل المغرب قبلة وأكثرهم صلاة. أهلها على السنة والجماعة ومنهاج الحق لا يزالون متمسكين به لا يضرهم من خالفهم، يدفع الله عنهم ما يكرهون إلى يوم القيامة». ونجح شباط في «استقطاب» شابين لا يتجاوز عمراهما 30 سنة لإعداد الموقع والسهر على تحيينه، أحدهما كان لا يتردد في وصف مدير نشره الحالي شباط في جريدته المحلية، التي يذيلها بعبارة «تصدر ما شاء الله أن تصدر»، بأبشع النعوت. ويباشر تقديم «النصح» لهما صحفي متعاون يشتغل أستاذا بمركز تكوين أساتذة التعليم بفاس، استطاع شباط أن «يجلبه» من حزب العدالة والتنمية. ويفتخر شباط بهذا الحضور الإعلامي شبه الدائم الذي يسجله. وكان قد قال مؤخرا، على هامش ندوة صحفية عقدها بفاس في إطار شد الحبل بينه وبين الاتحاديين على خلفية اتهامه للمهدي بنبركة بالقاتل، إنه سيدعو مدراء الجرائد الوطنية إلى تخصيص نسبة من مداخيل مبيعاتها له لأنه يساهم بخرجاته في الرفع من عدد المبيعات. وقال إنه الوحيد تقريبا من رؤساء الجماعات الكبرى بالمغرب الذي لديه هذا الحضور الإعلامي الذي يصفه بالمهم. ويظهر أن هاجس الحضور في المشهد الإعلامي هو الذي دفعه، بالتزامن مع إطلاق موقعه الإلكتروني، إلى دعوة «أنصاره» إلى تنظيم وقفة «تضامنية» معه أمام مقر نقابته بفاس صباح أول أمس الأحد. التجمع حضره حوالي 2000 شخص أغلبهم من منطقة بنسودة التي تعتبر من «قلاع» شباط بفاس حاملين صورا لشباط كتب عليها «كلنا معك»، ورددوا شعارات مناوئة للاتحاديين، كما رددوا شعارات أخرى مناهضة للأمين العام لحزب الاستقلال، عباس الفاسي.