يبدو أن عمدة مدينة فاس سعيد بعد أن ضمن إلى حد الآن 57 صوتا في الانتخابات القادمة، ولا تكدر عليه صفو هذه السعادة القصيرة سوى رؤية وجوه مائة شاب عبروا عن قرارهم عدم التصويت عليه واعتبروا أن تجربته « أدت إلى نوع من «السيبة التي تشهدها مدينة القرويين» وأنه «نموذج يأذن بإفلاس الجسم الحزبي المغربي».. انتقلت السياسة إلى حلبة العالم الافتراضي، لتعيد صفحات الفايسبوك حميد شباط إلى الأضواء بعد الجدل الذي رافق تصريحاته حول الاتهامات الموجهة ضد المهدي بنبركة.. ما دواعي اختيار السباحة في النت في هذا التوقيت بالذات؟ يتساءل زوار الصفحة الشخصية لابن تازة وهم يتصفحون صور «أنشطته» الرسمية وابتسامته أمام عدسات المصورين.. لك مطلق الحرية في الانضمام إلى صفحة شباط أو إضافته كصديق لك، وإن كنت لا تهتم بالأمر، يتيح لك الفايسبوك التعرف على مسانديه وأصدقائه وأن تتابع عن كثب آراءهم وأفكارهم بشكل يومي ومستمر.. لم يتوقع مؤسس الفايسبوك مارك زوكربرغ أن موقعه سيغري المسؤول الاستقلالي صاحب الخرجات الإعلامية المثيرة الذي ضمن لاسمه مساحة ضمن أشهر مواقع الشبكات الاجتماعية على الأنترنت، ليكون أول مسؤول حزبي يختار التواصل عبر الموقع الأمريكي الذي يزوره 47 مليون شخص يوميا.. صحفيون ونشطاء سياسيون اختلفت أحزابهم مع شباط وشعار «الميزان»، ليتصالحوا معه في الفايسبوك وهم يخبئون «الورود» بعناية ليخطبوا ود رجل فاس القوي.. تبدو مهمة شباط وقريبه المسؤول عن إدارة حسابه في الموقع في هذا التوقيت «دعائية» للمسؤول الاستقلالي في أوساط الشباب، و«تنبري» مجموعة «محبي الأخ حميد شباط» للدفاع عم مواقفه المختلفة، وتنقل تصريحاته الصحفية.. لا يتم تحديث الصفحة منذ إنشائها، ويتم قبول الأصدقاء الجدد بعد يوم من تلقي طلب «الصداقة».. لقد أدرك شباط أخيرا أن للأنترنت فوائد قد تساعده على ترسيخ صورته أكثر و«التواصل» مع المغاربة، وسبقه اسم سياسي جديد تزاحمت صوره و«محاريثه» في تزيين المجموعات الفايسبوكية منذ 2007... وعكس شباط، لم يفتح عالي الهمة صفحة خاصة في الفايسبوك، لكنه تحول إلى أشهر سياسي حزبي في الموقع.. ولم يتردد مؤسس مجموعة أسماها حركة «اللاديمقراطيين» في أن يترك تعليقا قال فيه:»لقد خلق الله الكون وخلق فؤاد عالي الهمة حركة لكل الديمقراطيين، إذا لم تنضموا إلى حركة الهمة، مرحبا بكم إذن في مجموعتي». لم يخجل جون ماكاين، مرشح الرئاسة الأمريكي السابق، من كونه لا يجيد استعمال الحاسوب، وتقبل الأمريكيون الأمر أثناء حملته الانتخابية، متى يستطيع أي سياسي مغربي أن يتجاوز عقد النقص، وما أكثرها، ويمتلك الشجاعة الأدبية ليعترف، على الأقل أمامنا، بكل جرأة ب«أميته» المعلوماتية؟