في وقت يسهر فيه مرشحون على لاختيار أنجع خطط الحملة الانتخابية واختيار «رجالهم» الذين باعوا حناجرهم وأصواتهم للدعاية لهذا المرشح أو ذاك، كسر أخرون الأنماط التقليدية للحملات الانتخابية «المغربية» وبدأت بشكل افتراضي الحملة الانتخابية على الأنترنت وموقعي يوتوب وفايسبوك وانبرت بعض الأحزاب السياسية لحشد الأصوات قبل الثاني عشر من يونيو الجاري، تاريخ نهاية الحملة الانتخابية وبدء التصويت. ونجحت الشبيبة الاتحادية في استقطاب حوالي 10 آلاف منخرط انضموا إلى 50 مجموعة، تجمعهم مجموعة «اتحاد الفايسبوكيين الاتحاديين» التي يعتبرها علي الغنبوري الكاتب العام السابق للشبيبة الاتحادية «أفضل وسيلة للتعريف بأفكار حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من أجل خلق إطار حقيقي للتواصل مع الشباب». يتتبع سبعة أعضاء من الشبيبة الذين أسسوا هذه المجموعات وتيرة الحملة الانتخابية لمرشحي الحزب في مختلف المدن المغربية والتعريف ببرامجهم. «أنشأنا المجموعة في موقع الفايسبوك قبل عام ونصف، وغيرنا طريقة مناقشة المواضيع قبيل انطلاق الحملة الانتخابية ونطرح أفكار الشبيبة الاتحادية حول جملة من المواضيع السياسية والثقافية والاجتماعية» يتابع الغنبوري. تتابع مجموعة الشبيبة الاتحادية ما تقدمه مجموعات الأحزاب المنافسة في الفايسبوك، خصوصا بعد أن تحول الموقع الأمريكي من مجرد فضاء للتعارف إلى حلبة تستغلها الأحزاب لنشر أنشطتها وبرامجها من أجل استقطاب الشباب إليها. هذا واختار أعضاء من المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي دخول غمار الارتباط عبر الانترنت، وأنشأ ادريس لشكر وجمال أغماني وأمينة اوشلح ومحمد بوبكري صفحات خاصة بهم بالفايسبوك. «يسهر هؤلاء على تحديث صفحاتهم الشخصية يوميا، ويردون على التعليقات كما يشاركون في النقاشات التي تثيرها المجموعات التي ينخرطون فيها، يركزون كثيرا على أفق الاشتغال ومستقبل الحزب في الاستحقاقات القادمة». واعتمد حزب التقدم والاشتراكية الرسوم المتحركة ذات الثلاثة أبعاد التي يتم تحميلها على موقع اليوتوب الشهير كوسيلة انتخابية جديدة لجلب الأصوات لمرشحي حزب الراحل علي يعتة. يقف شابان في منتصف العقد الثاني من عمريهما على ناصية أحد دروب مدينة الدارالبيضاء وهما يراقبان مسيرة مجموعة من مؤيدي حزب الكتاب ينادون بالتصويت عليه. يعترف أحدهما للآخر بأنه سيقبل بالتصويت على من سيعطيه زوج حذاء رياضي وحضور حفل في عطلة نهاية الأسبوع تنشطه فرقة غنائية شعبية، ويجيبه صديقه بأنه سيمتنع عن التصويت في الانتخابات. «أنا مامصوتش في الانتخابات لا تقوليا لا بقرة ولا عجل، أنا ماعنديش مع السياسة». فجأة يظهر على شريط الفيديو كتاب أزرق مفتوح تزينه عبارتا: الجدية والمعقول تخاطب الشابين وتدعوهما إلى المشاركة في الانتخابات واختيار المرشح الأفضل الذي لن يجدوه سوى في لائحة حزب التقدم والاشتراكية. ينتهي الفيديو الذي تبلغ مدته خمس دقائق بانضمام الشابين إلى حملة حزب الكتاب وتصويتهما عليه في الانتخابات. وكان حميد شباط عمدة فاس قد اختار في وقت سابق إطلاق موقعه الالكتروني «شباط أونلاين» الذي سيواكب دعاية المرشح بالصوت والصورة تفاصيل الحملة الانتخابية لمرشح حزب الاستقلال، ويكشف مصمم الموقع أن الهدف من خلقه هو «العمل على تحقيق هدف نبيل يقدم صورة صادقة لإنجازات حميد شباط بعيدا عن المزاعم والمزايدات». ويضم الموقع أيضا منتديات صور مرئية وصوتية لشباط، وتقييما للأداء البرلماني والنقابي للعمدة طيلة مدة انتخابه.