كشفت معطيات حصل عليها أحد المدونين بمدينة بني ملال أن أهالي دائرة أكدز القروية أعلنوا بشكل جماعي مقاطعتهم للتصويت، احتجاجا على ما أسموه «التهميش الذي نعاني منه والذي لم يحرك السلطات المحلية رغم شن إضراب طيلة يومين لإيجاد حل لمشاكلنا». وأفاد مصدر من جمعية المدونين المغاربة أنه تم شراء الأصوات في سيدي بنور من طرف أنصار أحد المرشحين الذين عرضوا على الناخبين مبلغ 200 درهم للصوت، فيما طرق بعض المرشحين أبواب السكان بمدينة القصر الكبير، صباح يوم التصويت، ودعوهم إلى التصويت عليهم بشكل علني. وتابعت الجمعية سير عمليات التصويت الخاصة بالانتخابات، بعد أن أنهت المراقبة الإعلامية والتوثيقية للحملة الانتخابية خلال الأيام الماضية، فيما أشرفت مجموعة في عدد من المدن المغربية على متابعة سير عملية التصويت في المكاتب المغربية بشراكة مع المركز المغربي لحقوق الإنسان. وكشف سعيد بن جبلي، رئيس جمعية المدونين المغاربة، في تصريح ل«المساء» أن الدولة كانت محايدة خلال الحملة الانتخابية بشكل سلبي أثناء نشوب منازعات بين المترشحين، واهتمت، يضيف بن جبلي، برفع نسب التصويت وغض النظر عن مظاهر الفساد الانتخابي وأبدت، في نظره، تساهلا مع المخالفين المتورطين في ارتكاب خروقات خطيرة مكتفية بالتحذير والتنبيه عوض المتابعة. وأنشأت الجمعية الخاصة بالمدونين مدونة متخصصة في متابعة أطوار الانتخابات الجماعية ونشر المتابعات والتغطيات الصحافية لشبكة من المدونين المغاربة، وخصصت المدونة حملة أسمتها «مدونون ضد الفساد»، تستهدف، حسب بن جبلي، رصد جميع مظاهر الفساد الانتخابي المرتكبة سواء من طرف المرشحين أو الهيئات السياسية أو الإدارة الترابية، وأشار إلى أنه «عند التأكد من وجود خرق لقانون الانتخابات، يقوم أحد المدونين بتصويرها والكتابة عنها وأخذ الشهادات بخصوصها ليتم نشرها في مواقع يوتوب والفايسبوك والمدونات». ولمتابعة مقاطع الفيديو الخاصة بالحملة الانتخابية وعمليات التصويت في مختلف المدن المغربية، خلقت الجمعية قناة مغربية داخل موقع يوتوب أطلقت عليه «هنا المغرب ici Maroc» يستقبل يوميا مقاطع فيديو خاصة بسير العملية الانتخابية في كافة مراحلها، وتوفر القناة الافتراضية مكتبة سمعية بصرية تتيح التعرف على مختلف التسجيلات الخاصة بالمرشحين والأحزاب المرشحة وأبرز المتنافسين على عمدية عدد من المدن المغربية. قررنا متابعة عملية التصويت لرصد أي اختلال قد يمس هذه العملية وعملية فرز الأصوات، مراقبة مستقلة عن السلطة وليست مؤسساتية، وشكلنا شبكة واسعة من المدونين المتطوعين يغطون عن كثب تفاصيل يوم الاقتراع»، يعلق بن جبلي. وكتقييم أولي لمجريات الحملة الانتخابية، أضاف مدير مدونة الانتخابات أنه تم استعمال المال بطريقة واسعة وارتفع سعر الأصوات الذي ناهز في بعض المدن 1000 درهم، واعتبر أن استحقاقات هذه السنة امتازت بالشراسة بين المرشحين وتم فيها استخدام كافة الوسائل غير المشروعة للفوز بالأصوات. ويضم الموقع الاجتماعي الأمريكي «فايسبوك» مجموعة أطلقت على نفسها «مغاربة ضد الفساد الانتخابي»، يتواصل فيها 800 صحافي ومدون مغربي، يتم فيها تحيين المعلومات المتعلقة بالانتخابات، وبعد المتابعة اليومية لمجريات حملته الانتخابية، توقف موقع حميد شباط مرشح فاس مؤقتا عن العمل من أجل الصيانة، كما توضح الرسالة المنشورة في صفحته الأولى.