كشفت فيدرالية الصناعة التقليدية، الخميس الماضي أمام كاتب الدولة المكلف بالقطاع أنيس بيرو، أن صادرات منتجات الصناعة التقليدية تراجعت في الشهور الماضية لسنة 2009، تحت وقع تداعيات انخفاض الطلب الخارجي على المغرب المرتبط بالأزمة الاقتصادية العالمية. وذكر مصدر مطلع، طلب عدم ذكر اسمه، لجريدة «المساء» أن ممثلي الفدرالية وعلى رأسهم الرئيسة الغالية السبتي، أعلنوا أن أكثر من 30 من أصل 75 مقاولة في الصناعة التقليدية تعاني من تراجع رقم معاملاتها المرتبط بالتصدير. وقد طلبت مقاولات الصناعة التقليدية من الحكومة، خلال أول اجتماع لتدارس وضعية القطاع، تقديم تسهيلات بنكية للمقاولات على شكل نسب مشجعة في قروض التمويل، وذلك في ظرفية تتسم بتضرر القطاع جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث سجلت عدد من كبريات المقاولات المغربية نقصاً واضحاً في رقم معاملاتها بفعل تراجع الطلب الخارجي على منتجات الصناعة التقليدية. الحاجة إلى تسهيلات مالية عبر عنها ممثلو فدرالية مقاولات الصناعة التقليدية ضمن بنود تضمنها مخطط للدعم صاغته الفدرالية بعد تشاور مع أعضائها، والتي تحرص على القول إنه ليس محكوما بتداعيات الأزمة، بل هو تأكيد على ضرورة انتهاز ما تتيحه هذه الأزمة من فرص لتقوية الترويج للصناعة التقليدية المغربية في الأسواق الخارجية وكذلك في نظيرتها الداخلية. وبخصوص عدد الشركات المتضررة جراء الأزمة في الأشهر القليلة الماضية، رد مدير فدرالية مقاولات الصناعة التقليدية رضا عبد الحكيم أنه لا الفدرالية ولا الوزارة تتوفران على إحصاء دقيق لحجم الضرر، بالمقابل فإنه يتم التركيز على تحصين القطاع بإجراءات حمائية وتقوية حضوره الدعائي في كبريات شبكات التوزيع. وفي هذا السياق أضاف عبد الحكيم أن من الجوانب الإيجابية التي تم تسجيلها استمرار دار الصانع في وتيرة منتظمة للترويج لمنتجات الصناعة التقليدية، بما يضخ دماء جديدة تنشط القطاع، ومن آخر الخطوات مشاركة الصناع التقليديين المغاربة في أروقة «لافاييت» الشهيرة بالعاصمة الفرنسية باريس بمعرض «ماروكوليكسيون»، الذي يقام من 6 ماي الجاري إلى 6 يونيو المقبل. كما أن الفدرالية أعلنت في بداية الأسبوع الماضي عن تنظيم أول دورة لمعرض «من يدنا»، وهو معرض بيع خاص بمقاولات القطاع ستحتضنه حديقة جنان الحارثي بمدينة مراكش من 25 إلى 28 يونيو المقبل، وسيشارك فيه أكثر من 40 عارضاً يمثلون جميع فروع إنتاج الصناعة التقليدية ذات القيمة العالية ثقافيا وفنيا، مع عرض خاص بالمصممين الفنيين المغاربة، وسيتم استدعاء ثمانية من أشهر مهندسي الزينة من فرنسا.