أدى تلويح شباط باستقالته من حزب الاستقلال إلى خلق حالة من الاستثناء في فاس، صباح يوم أمس الخميس. وعرف مقر الحزب بالمدينة حالة من الفوضى، ورددت شعارات من قبل مؤيدين عبرت عن تضامنها معه في «محنته». وكان عباس الفاسي، الوزير الأول والأمين العام لحزب الاستقلال، قد أخبر شباط مساء أول أمس الأربعاء، عبر وسيط ينتمي إلى اللجنة التنفيذية للحزب، بأنه لا يرغب في أن يحضر شباط في برنامج «حوار» لمعده مصطفى العلوي في القناة الأولى، وذلك مخافة أن تزيد تصريحات شباط من الإجهاز على ما تبقى من خيوط الود في العلاقة بين الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال. ورفض شباط هذا القرار، معتبرا أن اللجنة التنفيذية صوتت بالإجماع ليمثل الحزب في هذه الحلقة التي ينتظر أن تبث يوم 26 ماي الجاري. وقال مصدر مقرب من شباط، رئيس نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعمدة فاس وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إن هذا الأخير سيدعو إلى عقد مؤتمر استثنائي للحزب، وذلك كرد على قرار عباس الفاسي. المصدر ذاته أشار إلى أن أغلب أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب يشاطرون شباط في هذا التوجه ويدفعون في اتجاه تعديل حكومي من شأنه أن يعيد الاتحاد الاشتراكي إلى المعارضة ويفسح المجال لحزب الأصالة والمعاصرة من أجل المشاركة في الحكومة، وذلك إلى جانب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار. وقبل أن يحل موعد حلقة برنامج «حوار» التي فجرت أزمة بين الفاسي وشباط، يرتقب أن تزيد أجواء أول جلسة للنظر في الدعوى القضائية التي رفعتها الشبيبة الاتحادية ضد عمدة فاس بسبب اتهام المهدي بنبركة بالقاتل، بتاريخ 20 ماي الجاري، في تأزيم العلاقة بين الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، وذلك بعدما قرر «أتباع» شباط في فاس تنظيم «إنزال» أمام المحكمة الابتدائية بالرباط. ويقول المصدر المقرب من شباط إن هذه «الرسالة التضامنية» سيوجهها مناصرو شباط إلى عباس الفاسي.