كشف عمدة مدينة فاس، حميد شباط، في اتصال مع «المساء»، أنه لن يتقدم للانتخابات الجماعية المقرر إجراؤها يوم 12 يونيو المقبل، بمدينة فاس، في خطوة فاجأت العديد من أعضاء حزب الاستقلال الذين لم يعلموا بالخبر أمس إلا من خلال «المساء» التي اتصلت بهم لمعرفة آرائهم بخصوص تلك الخطوة. وقال شباط، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب»: لن أترشح هذه المرة وأفضل التفرغ للنقابة»، وحول ما إن كان قد فاتح قيادة حزبه في الموضوع نفى ذلك، كما امتنع عن توضيح الأسباب الحقيقية الكامنة وراء قراره المفاجئ، وفضل عدم التعليق على احتمال أن يكون القرار مرتبطا بالزوابع التي أثارها في الآونة الأخيرة، والتي كان آخرها اتهامه للمهدي بن بركة، اليساري المختطف عام 1965، بالوقوف وراء الاغتيالات التي شهدتها مرحلة ما بعد الحصول على الاستقلال بالمغرب. وعلمت «المساء»، من مصادر مطلعة، أن خلافات نشبت بين شباط وعباس الفاسي حول من يمثل حزب الاستقلال في برنامج «حوار»، الذي يشرف عليه الإعلامي المخضرم مولاي مصطفى العلوي في القناة التلفزية الأولى، في الحلقة المقرر بثها يوم 26 من الشهر الجاري، وفق ترتيبات الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري(هاكا)، إذ رفض الفاسي أن يشارك شباط في البرنامج، منعا لمزيد من الخلافات مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بخصوص تصريحات شباط المشار إليها. وقالت مصادر من مدينة فاس ل«المساء» إن قافلة من أتباع حميد شباط كانت تنوي الرحيل إلى الرباط، على متن حافلات للنقل، رافعين شعارات تقول «رد الاعتبار لشباط في حوار»، من أجل التظاهر للمطالبة بمشاركة عمدة المدينة في البرنامج. وعبرت مصادر من حزب الاستقلال عن استغرابها قرار شباط المفاجئ، وقال عضو من اللجنة التنفيذية للحزب إن شباط حضر، أول أمس، الندوة الصحافية التي قدم فيها الحزب برنامجه الانتخابي بشكل عادي، وشارك في اجتماع اللجنة التنفيذية بعد ذلك، والتي غاب عنها الأمين العام للحزب عباس الفاسي، دون أن يلاحظ أي شيء يفيد بأن شباط اختار ذلك القرار، لأنه لو كان ذلك صحيحا لأثير الموضوع خلال الاجتماع. وربط مصدر من الحزب إعلان شباط عن عدم ترشحه بما أسماه «الخرجات الإعلامية» لعمدة فاس، وقال إن الأمر ربما كان بالون اختبار ليس إلا.