حوصر المدير العام ل «بريد المغرب» أنس العلمي مساء أول أمس بالدار البيضاء بأسئلة صحافية كثيرة حول القيمة المضافة لخدمة بريدية أطلقتها المؤسسة منذ 3 ماي الجاري تحت اسم «بريد أولوي»، لإيصال الرسائل العادية للمواطنين داخل التراب الوطني في يومين على أبعد تقدير، وذلك بنسبة 80 % خلال 24 ساعة، و100 % في مدة لا تتعدى 48 ساعة. هذه الخدمة التي قال مسؤولو بريد المغرب إنها جديدة، لأنها تتضمن التزاما بإيصال كل الرسائل العادية في يومين، رأى فيها البعض خدمة قديمة، بل وسبقت بعض الشركات العاملة مؤسسة «بريد المغرب» في إيصال رسائل في بضع ساعات وليس في يوم أو يومين، كما أن «بريد المغرب» نفسه كان يقدم في السبعينيات خدمة البريد السريع لإيصال المراسلات في يومين. أنس العلمي رد على وجود شركة في المغرب تقدم خدمة بريدية سريعة بأن في هذا خرقا للقانون المعمول به، والذي يجعل الخدمات البريدية داخل المغرب حكراً على مؤسسة «بريد المغرب» إسوة بالكثير من البلدان العربية والإفريقية، مضيفا أن مؤسسته تستعد لمرحلة مقبلة قد تقدم فيها الحكومة على تحرير قطاع البريد الوطني، بعدما فتح مجال البريد الدولي للمنافسة الحرة منذ سنوات. فيما قال مدير التسويق في بريد المغرب إن الخدمة الجديدة ستقدم للأفراد وليس للشركات، لرغبة إدارة المؤسسة في التحكم في جودة الخدمات المقدمة في مرحلة أولى قبل التفكير في تعميمها على الشركات، والتي تشكل مراسلاتها البريدية 80% من إجمالي ما يوزعه «بريد المغرب»، و20% للأفراد، وهي نسبة ضئيلة تعكس تراجع المواطنين عن التواصل بالرسائل مقارنة بالعقود الماضية بفعل لجوء أغلبهم إلى الوسائل التكنولوجية المتقدمة وغير المكلفة كالبريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والدردشة عبر الأنترنت... ويريد بريد المغرب من خلال خدمة «بريد أولوي» تقديم عرض متنوع يكمل باقي عروضه ك «أمانة» والإرساليات، فضلا عن تقوية موقع المؤسسة وتطوير خدماتها، وأضاف المدير العام خلال الندوة الصحافية أن 90% من رسائل البريد تصل في الوقت المحدد في المدن الرئيسية للمغرب حسب تصريحات عينة من زبناء المؤسسة، وأعلنت إدارة بريد المغرب عن بدء العمل بهذه الخدمة في 270 وكالة بريدية في أفق تعميمها على كافة الوكالات، وسيتم توسيع النطاق الجغرافي للخدمة البريدية ليشمل الدول الأجنبية في آخر السنة الحالية.