أكد سعيد بلعوشو، مدير مشروع الرمز البريدي ببريد المغرب، بأن تعميم الاستعمال المنتظم للرمز البريدي من طرف المواطنين لم يتعد خلال سنة 2008 نسبة 27 في المائة، وهذه النسبة الضئيلة نسبيا هي التي دفعت «بريد المغرب» إلى تطوير الترميز الوطني. وسيطلق «بريد المغرب» حملة وطنية للإعلان عن انطلاق عملية تحديث الرمز البريدي وذلك ابتداء من الأسبوع المقبل، ويتمثل الهدف من هذه العملية الوطنية الواسعة في الرغبة في تحسين طرق معالجة وتوزيع الإرساليات، وإغناء قاعدة بيانات الزبائن بمعطى جغرافي خاص بتحديد الأحياء ، وخصوصا من خلال العمل على اعتماد المعايير الدولية الخاصة بالمراسلات البريدية في كل ما يتعلق بالعنوان البريدي والرمز البريدي. وأوضح أنس علمي، المدير العام لبريد المغرب، أن هذا المشروع يدخل في إطار ديناميكية تحديث وعصرنة الخدمات البريدية في المغرب، والتي تمر عبر الإتقان والتحكم الكاملين في سلسلة معالجة البريد انطلاقا من استلام البعائث ومعالجة المرجوعات، مرورا بالفرز والتسليم، كما ينتظر أن تصبح جميع عمليات فرز البريد أوتوماتيكية مع نهاية هذه السنة، مؤكدا في نفس الآن أن «بريد المغرب» عرف نموا في رقم معاملاته بحوالي 6 في المائة خلال 2008، وتم فتح ما يقارب 60 وكالة بريدية عبر تراب المملكة، بعد أن كان العدد لا يتعدى 10 وكالات في السنة. سعيد بلعوشو الذي رفض أن يصف نسبة 27 في المائة بأنها تعبير على فشل «بريد المغرب» في تعميم الرمز البريدي من طرف المواطنين والذي دخل حيز التنفيذ منذ سنة 2003، اعتبر أن «بريد المغرب نجح في تعميم الرمز البريدي من طرف المؤسسات والشركات، حيث وصلت النسبة لحد الآن إلى 70 في المائة، لأن الفعل التواصلي في هذه الحالة كان مباشرا ودقيقا، أما بالنسبة للمواطنين فقد كانت النسبة 27 في المائة السنة الماضية، ولا يمكن وصف ذلك بأنه فشل، لأن العملية جد معقدة، لكننا متفائلون بالمستقبل حيث من المنتظر أن تصل النسبة خلال 2009 إلى 60 في المائة على أن تقارب 70 في المائة سنة 2010، وسيعتمد بريد المغرب من أجل الوصول إلى هذه النسب على العديد من وسائل التواصل لتحسيس المواطنين والمؤسسات بأهمية الرمز البريدي وأثره على تحسين نوعية وجودة الخدمات البريدية». أما بالنسبة للشركات والمؤسسات البنكية التي تصل نسبة تعميم استعمال الرمز البريدي بها إلى 72 في المائة خلال السنة الماضية، فقد أكد جمال الشعراني، مدير قطب الرسائل ببريد المغرب، أنه ورغم هذه النسبة الجيدة التي حققها «بريد المغرب» مع مختلف الشركات والأبناك، إلا أن الحملة التواصلية ستهم كذلك هذه المؤسسات من أجل الوصول إلى نسبة 90 في المائة خلال هذه السنة ثم 95 في المائة سنة 2010. الرمز البريدي المطور سيشتمل على خمسة أرقام، تحدد عنوان المرسل إليه، ويتيح التعرف مباشرة وبكل دقة على وجهة المراسلات، ليكون الرمز البريدي العنصر الأول والحاسم في قراءة العنوان، هذا وسيلعب ساعي البريد دورا مهما في تعريف الساكنة بالرموز البريدية لعناوين سكناهم، حيث أكد في هذا الصدد، سعيد بلعوشو «أن بريد المغرب سيعتمد على سياسة القرب عبر الموزع البريدي، أو ساعي البريد، حيث تتوفر بريد المغرب على شبكة تضم 1600 موزع عبر تراب المملكة، فهم يوميا في الميدان ولديهم اتصال مباشر مع السكان، وبالتالي فهي الشبكة الأوسع والأكثر قربا لإيصال هذه الحملة الإعلانية للتحديث البريدي لوجهتها الصحيحة».