بعدما كان من المنتظر أن تصور فيلمها السينمائي «سبعة رجال»، اختارت فاطمة علي بوبكدي مخرجة السلسلة التلفزيونية «رمانة وبرطال»، أن تصور سلسلتها التلفزيونية الجديدة «حديدان» التي سيجسد أدوارها كل من صلاح الدين بنموسى، فاطمة أوشاي، محمد بنبراهيم، كمال كاظمي، وعائشة مناف،... بنواحي مدينة مراكش. وعن هذه التجربة التلفزيونية الجديدة، قالت فاطمة بوبكدي في تصريح ل«المساء»: «أولا يجب التوضيح أن الفضاءات (قرب منطقة إيسني) التي تم اختيارها لتصوير «حديدان» تندرج في سياق حرصي على اكتشاف مناطق عذراء لم يتم تقديمها للمشاهد المغربي، ورغم أنني في بعض الحالات أعاني- كما هو الآن في محنتي مع الجبال التي نصور فيها- من جراء صعوبة المسالك أو انقطاع وسائل التواصل مع الفضاءات الأخرى، إلا أن هذا لا يحد من عزمي عن تقديم منتوج جيد للمشاهد المغربي. أما في ما يتعلق بقصة العمل التلفزيوني، فتتمحور حول شخصية «حديدان» المعروفة بدهائها وذكائها، ولم نحاول أن نقتصر على هذه الشخصية بالشكل المعروف لدى الجميع، وإنما سعينا إلى خلق خطوط درامية وقصص موازية للقصة المحورية، من خلال رسم ملامح لعائلة «حديدان»، وهذا يعني أننا لن نشتغل على خط واحد، على أمل أن نمنح الجمهور المغربي مواقف كوميدية ودرامية في الوقت ذاته، لنستطيع في الأخير أن نصل إلى تصوير وإنتاج ثلاثين حلقة دون أن نلجأ للتمطيط أو أن نسقط في الكوميديا المائعة، وهذا بالطبع يبقى حلما والله يجيبنا في الصواب». وفي تعليقها على اختيار بعض الأسماء الشابة، ذكرت فاطمة بوبكدي أنها منحت في العمل التلفزيوني الجديد، الفرصة- تكريسا لاكتشافها العديد من النجوم المغاربة الآن- للعديد من الأسماء للتعبير عن موهبتها وفي هذا السياق قالت: «في سلسلة حديدان منحت الثقة لأسماء سبق وأن اشتغلت معي في أعمال سابقة، بجديد هو أن حضورها في حديدان سيكون أكثر فاعلية، وهناك من منحت له الدور الرئيسي، وهذا في حد ذاته مغامرة، لكن ما يجب التأكيد عليه هو ضرورة اكتشاف أسماء جديدة تكون الخلف دائما، ولا يجب أن نبقى رهيني أسماء معروفة ونسيان الخلف». حول سر اختيار الاشتغال على التراث المغربي، قالت فاطمة بوبكدي: «في البداية أعترف باشتغالي على الموروث، لكن مع تطور التجربة، تحول العمل إلى حب حقيقي للأعمال، هذا الحب فرض من جهة أخرى ضرورة العمل والاجتهاد وإهداء الجمهور شيئا يستحقه، ولاسيما الناشئة منه، فالطفل قد لا يتسنى له معرفة بعض الأحداث والطرائف والحكايات من موروثنا الثقافي. فالأعمال التي نقدمها يمكن أن تمنح للطفل هذه الفرصة، وهذا ما يجعل من العمل الإبداعي الفني والتلفزيوني رسالة تحسيسية وتوعوية، هذه الرسالة لن تكتمل إذا لم يرافقها حب المخرج لعمله وإنتاجه، وبدون الحب لا يقع التواصل بين المبدع وإبداعه». وفي سياق آخر ذكرت المخرجة فاطمة بوبكدي أنها لم تحسم بعد في إخراج فيلم «سبعة رجال» بشكل سينمائي، وذكرت أنها ناقشت مع المنتج إمكانية تحويل هذا العمل إلى عمل تلفزيوني، وأضافت أنها تتمنى أن تخرج أول فيلم سينمائي لها. وللإشارة فقد سبق وأن أخرجت بوبكدي العديد من الأعمال التلفزيونية من بينها أمود،رمانة وبرطال، الكمين، سوق النسا، عايشة الدويبة وبوكيود.